مجلس الأسرة العربية للتنمية يطلق ملتقي بعنوان “قيم غائبة في التنشئة الأسرية في عصر الرقمنة”
علاء حمدي
أطلق مجلس الأسرة العربية للتنمية الملتقي الافتراضي الخامس بمشاركة عربية من النخبة والمتخصصين في الاعلام و العلاقات الأسرية والذي جاءت عنوان الندوة “قيم غائبة في التنشئة الأسرية في عصر الرقمنة” وإدار الملتقي الدكتور محمد سعيد استاذ التربية ومدير وحدة ضمان الجودة بكلية اللغات جامعة MSA .
وذلك بحضور ومشاركة الدكتور أشرف عبد العزيز الامين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والدكتورة امال إبراهيم رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية والدكتور عبد الوهاب غنيم والأستاذة مرام الابيح مديرة مركز المودة لتعزيز جودة الحياة الأسرية والدكتورة هبه الله السمري والدكتورة حورية الديري والدكتورة هويدا الدر والدكتورة سميرة مبارك القناعي والمستشار محمد أحمد المنشي والدكتورة سميرة بنتن والدكتور احمد الشحات والدكتور ايمن الدهشان والأستاذ اشرف مفيد .
اقيم هذا الملتقي حسب رؤية إعادة إحياء القيم التربوية والأخلاقية في الأسرة العربية، مع تمكين الآباء والأمهات من التعامل الواعي مع التحديات التي تفرضها الرقمنة، بهدف بناء جيل متوازن يجمع بين أصالة الهوية العربية ومهارات العصر الحديث.
إنطلقت فعاليات الملتقى الخامس بكلمة د اشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئىة والمشرف العام علي المجالس قال فيها : غرس القيم هو الأساس لتحقيق التنمية المستدامة؛ فهي البوصلة التي توجه الأفراد والمجتمعات نحو السلوك المسؤول والواعي. عندما نزرع قيم مثل الأمانة، العدالة، التعاون، واحترام البيئة، فإننا نبني جيلاً يحمل رؤية واعية للعالم، ويعمل على تحقيق التوازن بين احتياجاته واحتياجات الأجيال القادمة. التنمية الحقيقية تبدأ من الداخل، من التزام كل فرد بقيمه التي تصبح وقودًا لمسيرتنا نحو مستقبل أكثر استدامة ورخاء للجميع.
بدأت د.امال ابراهيم رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية بدأت الندوة بكلمة تناولت فيها أهمية غرس القيم وتأسيس مجتمع أخلاقي متكامل يبدأ من عمق العلاقات الأسرية التي تُعد المصدر الأول لغرس القيم والوعي. فالأسرة ليست مجرد مكان للنشأة، بل هي بيئة نفسية وروحية تُشكِّل إدراك الفرد لمعنى الأخلاق والمسؤولية. وفقًا لما ذكره مارك مانسون في كتاب فن اللامبالاة: “القيم التي تختار أن تبني عليها حياتك تحدد كل شيء حولك، بما في ذلك مدى قدرتك على السعادة والنجاح.” وهنا يكمن دور الأسرة في ترسيخ قيم تتجاوز السطحية نحو الأخلاق العميقة التي تعزز استقرار النفس والمجتمع.
د. محمد طه في كتاباته يشير دائمًا إلى أهمية الجذور النفسية في بناء الشخصية، حيث يقول: “التربية مش بس كلمات بنقولها، لكنها انطباعات بتحفر في النفوس.” وعليه، فإن التربية الأخلاقية لا تُكتسب بالتلقين، بل بالتجربة اليومية في بيئة تُشع بالقدوة، تُقدِّر الحوار، وتعلم الفرق بين الحقوق والواجبات.
إن زرع القيم الأخلاقية في الأبناء لا يعني تحميلهم بالكمال، بل توجيههم لفهم المسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين. الأسرة الواعية تُعلِّم أن الأخلاق ليست واجبًا ثقيلًا، بل اختيارًا يجعل الحياة أكثر سلامًا وصدقًا، ليصبح كل فرد بذاته مساهمًا في بناء مجتمع إنساني عادل ومستدام.
الآباء الذين يشاركون بصدق في غرس القيم داخل نفوس أبنائهم، إنما يمنحونهم أعظم هبة يمكن أن تُقدَّم: بوصلة داخلية تقودهم عبر الحياة. هذه البوصلة، ليست مجرد حس بالخير والشر، لكنها ضوء يهديهم وسط ظلام الخيارات، وشعور بالأمان في ظل الفوضى الأخلاقية التي قد تواجههم.
غرس القيم هو امتداد فالتربية ليست مجرد كلمات تُقال، لكنها عملية مستمرة، تشبه زراعة نبتة في أرض خصبة، تحتاج إلى صبر ومداومة. الأبوان، كمرشدين، يغرسون المبادئ من خلال القدوة قبل الكلمة، لأن الأطفال يتعلمون ما يرونه أكثر مما يسمعونه.
أما نفسيًا، فإن القيم الأخلاقية التي تُزرع في الطفولة تُشكل أساس الشخصية، وتمنح الطفل الإحساس بالأمان النفسي. الطفل الذي يعرف الصواب والخطأ ليس مجرد مُطيع، لكنه يصبح قادرًا على اتخاذ قراراته بنفسه، حتى في غياب التوجيه المباشر. هذه القيم تُشكِّل له مرجعية داخلية، تُقلل من القلق في مواجهة المواقف الغامضة، وتُعزز ثقته في نفسه.
الأب الذي يزرع القيم في ابنه، والأم التي تُغلفها بالحب، إنما يضعان حجر الأساس لإنسانية طفلهم، ليكون نورًا لنفسه ولمن حوله. إن زرع القيم الأخلاقية في الأبناء لا يعني تحميلهم بالكمال، بل توجيههم لفهم المسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين. الأسرة الواعية تُعلِّم أن الأخلاق ليست واجبًا ثقيلًا، بل اختيارًا يجعل الحياة أكثر سلامًا وصدقًا، ليصبح كل فرد بذاته مساهمًا في بناء مجتمع إنساني عادل ومستدام.
شاركت الاستاذة/ مرام الابيح مديرة مركز المودة لتعزيز جودة الحياة الأسرية بأهم مبادرات الدورة الثانية من تحدي غرس القيم التي شاركت فيها أكثر من ثماني جامعة مسابقة في عمل فيدهات توعية عن أهم القيم الأسرية وتعد تجربة جمعية المودة الأسرية من اهم المشاركات الإيجابية لنشر ثقافة القيم الأسرية بين فئات الشباب بمشاركتهم ورئيتهم وفازت 6 مشروعات في المسابقة
وأضافت الاستاذة/ مرام الابيح : اقامت منصة العائلة بـجمعية المودة للتنمية الأسرية في تعزيز القيم الأسرية لدى الشباب عبر مشروع صناعة الأفلام القيمية الأسرية في مسابقة تحدي غرس القيم لدى (1391) طالب وطالبة من (7) جامعات.
مررنا بعدة مراحل شملت تدريب الطلاب على منهج قيمي عبر منصة العائلة الذي ساهم في تنمية الجانب المعرفي عبر حضور (دورة تحدي غرس القيم) وبناء مهاراتهم عبر حضور ورش عمل (الإنتاج السينمائي لصناعة الأفلام القصيرة) على يد خبراء في المجال الإعلامي، وذلك لتأهيل الطلاب بإنتاج وصناعة أفلام قصيرة تناقش القيم الأسرية ليكونوا شركائنا في تعزيز جودة الحياة الأسرية عبر افلامهم، لتحويلهم من متلقين الى مصدرين للرسائل القيمية وإعطاؤهم الفرصة للمشاركة في إنتاج الأفلام القيمية القصيرة. وقد شارك بأفلام مميزة (76) فريق ليكونوا شركاء ومصدرين للرسائل القيمية بدلا من أن يكونوا فقط متلقين، تم ترشيح10 منها للفوز بأفضل عشرة أفلام لهذا الموسم تم فرزها واختيارها من قبل رواد المجال الإعلامي محكمين المسابقة المتميزين وقد فازت منها (6) أفلام قيمية .
والقي دكتور احمد الشحات أستاذ العلوم السياسية واستشاري الأمن الإقليمي والدولي ، الضوء علي محور دور الأسرة في مواجهة الشائعات حيث اكد بأن هناك محاولات لبث افكار مضلله هدامه وأكاذيب مضلله تفرض حالة من الإحباط وعدم اليقين لهدم الثقة بين القاعدة الشعبية والأنظمة الحاكمة لإحداث متخللات يتم اختراقها تفرض واقع مضطرب وبيئة ملوثة لهدم الدول من خلال هدم قيّمها وثوابتها وطمس الهوية بكافة صورها.. الأمر الذي يتطلب بناء استراتيجية شاملة تبدأ من الأسرة وتأهيلها واستيعابها لكافة التحديات حتى تكون الحاضنة الأهم لتؤسس لمسار منضبط للشخصية الوطنية بكافة أبعادها بالتوازى مع تعظيم دو المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها فى إطار توعوي منضبط فاعل وكذلك ضرورة تبنى وسائل إلاعلام ووزارات الثقافة والجهات المعنية خطاب يخاطب الشباب والمجتمع بلغة تتواكب مع لغة الشباب تعطيهم تصورات عن حجم التهديدات وتداعياتها وتحارب بها الأفكار المغلوطة وتتعامل مع تفسيراتهم بشكل موضوعي وسحبهم من مرحلة الضبابية إلى الواقع الإيجابي من خلال إجراءات فاعلة على الأرض مثل تعزيز ملف التشغيل أو التوظيف وفرض آليات لتحقيق ذلك بما يعطيهم امل فى المستقبل ويعلى حالة الانتماء.
وركز د ايمن عبدالخالق محمد الدهشان عضو مجلس ادارة مجلس الاسرة العربية للتنمية – مدير عام مساعد ببنك مصر ، علي جمع توصيات المشاركين وصياغتها
وتوصيات ندوة دور الأسرة في غرس القيم في عصر الرقمنة
- تعزيز الوعي الأسري:
- تنظيم برامج توعية تستهدف الأسر حول أهمية القيم وتأثيرها على حياة الأبناء.
- تسليط الضوء على تحديات الرقمنة وتأثيرها على القيم المجتمعية.
- بناء ثقافة الاستخدام الواعي للتكنولوجيا
- تعزيز ثقافة المسؤولية الرقمية لدى الأبناء من خلال دورات تدريبية وورش عمل.
- وضع قواعد للاستخدام الآمن للأجهزة الرقمية داخل الأسرة.
- التواصل الإيجابي داخل الأسرة
- تشجيع الحوار المفتوح بين الآباء والأبناء حول القيم والتحديات اليومية.
- تخصيص وقت يومي خالٍ من الأجهزة الرقمية لتعزيز الترابط الأسري.
- تعزيز القدوة الحسنة
- توجيه الآباء ليكونوا نموذجًا في الالتزام بالقيم الأخلاقية.
- توظيف التكنولوجيا في تعزيز القيم من خلال تطبيقات تعليمية هادفة.
- إشراك المؤسسات التعليمية والمجتمعية
- التعاون بين الأسرة والمدرسة لترسيخ القيم المشتركة
تنظيم فعاليات مجتمعية لتعزيز القيم مثل التطوع والمشاركة المجتمعية.
كيفية وضع استراتيجية قابلة للتنفيذ
- تحديد الأهداف بوضوح
- تعزيز القيم الأساسية مثل الصدق، التعاون، والاحترام.
- الحد من تأثير المحتوى السلبي على الأبناء.
- تقييم الوضع الحالي
- قياس مستوى التزام الأسرة بالقيم وتأثير التكنولوجيا.
- تحديد العوامل التي تؤثر سلبًا على الأبناء.
- وضع خطة شاملة
- تصميم برامج توعية إلكترونية وتفاعلية تناسب العصر الرقمي.
- تطوير دليل للأسرة يتضمن نصائح عملية لتعزيز القيم.
- إشراك جميع الأطراف
- إشراك الآباء، الأبناء، والمدرسين في تصميم وتنفيذ الأنشطة.
- التعاون مع الجهات المعنية مثل المدارس والمؤسسات الإعلامية.
- تحديد مؤشرات الأداء
- قياس تأثير الاستراتيجية من خلال متابعة سلوكيات الأبناء.
- إجراء استبيانات دورية لتقييم النجاح.
- المرونة والتطوير المستمر
- مراجعة الاستراتيجية بشكل دوري للتأكد من ملاءمتها للتغيرات الرقمية. إدخال تحسينات بناءً على الملاحظات والتحديات الجديدة. بتنفيذ هذه التوصيات، يمكن تحويل الأسرة إلى بيئة آمنة ومؤثرة تساهم في بناء جيل واعٍ بالقيم الإنسانية، رغم تحديات الرقمنة
ركزت د. هبة الله السمري في مداخلتها على دراسة تأثير الرقمنة على القيم الأسرية، موضحة كيفية تغير أنماط التواصل داخل الأسرة والقيم التربوية والاجتماعية والأخلاقية بفعل التكنولوجيا الرقمية. أبرزت المداخلة الجوانب الإيجابية للرقمنة، مثل تقريب المسافات بين أفراد الأسرة عبر تطبيقات التواصل أثناء الأزمات، ودور التطبيقات التعليمية في تطوير مهارات الأطفال. في المقابل، تناولت التحديات مثل ضعف التواصل المباشر داخل الأسرة، تعرض الأطفال لمحتوى غير ملائم كتحديات الإنترنت الخطيرة مثل Blackout Challenge، ومخاطر تقليد السلوكيات الخطيرة التي تنتشر عبر الإنترنت.
كما تطرقت المداخلة إلى تأثير المؤثرين الرقميين على المراهقين، حيث أظهرت إحصائيات اعتمادهم الكبير على نصائح المؤثرين أكثر من الآباء، مما أثر على منظومة الإرشاد الأسري التقليدية، مع الإشارة إلى أمثلة إيجابية وسلبية للمحتوى الرقمي وتأثيره على الأطفال والمراهقين.
أهم التوصيات:
- تعزيز دور الآباء في الرقابة التربوية والإرشاد الرقمي.
- توعية الأسر بمخاطر التحديات الرقمية وتأثير المحتوى غير المناسب.
- دعم المحتوى الرقمي الإيجابي الذي يثري القيم الأسرية.
- وضع قوانين وآليات رقابية و تصنيف للمحتوي الذي يُعرض للأطفال.
وتناول د. عبدالوهاب غنيم نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي جامعة الدول العربية عضو مجلس ادارة مجلس الاسرة العربية للتنمية محور طرق حماية حسابات الاطفال الرقمية
التوصية
اطلاع الآباء والأمهات علي المحتوي الرقمي الذي يشاهدة الابناء ، والتوجيه والمناقشة والمتابعة، مع إمكانية حجب بعض المواقع المشبوه والموضوعات الغير لائقة
تناولت الدكتوره هويدا الدر وكيل كليه الإعلام لشؤون الدراسات العليا والبحوث جامعه المنوفيه الإشكاليات التي تواجهها الاسره العربيه في اطار محاوله الضبط الاجتماعي للقيم في العصر الرقمي والتي من اهمها الصراع القيمي بين الاجيال وسيطره البيئة الرقميه وغياب نموذج القدوه وانتشار الأفكار المتطرفه والنماذج السلبيه لبعض المؤثرين اجتماعيا
اهم التوصيات
-دعم الحوار الأسري والمجتمعي باللغه التي تناسب مفردات العصر الرقمي .
-دعم الابداع والابتكار وتنمّيه المواهب للطفل والمراهق
-تدريب الأطفال علي مهاره التحليل النقدي ليكشف بنفسه عن مظاهر الخلل القيمي من خلال اندماجه في العالم الرقمي
-تفعيل توصيات المؤتمرات والندوات في اطار دعم منظومه القيم
-تدشين دليل اسري رقمي للضبط القيمي في الاسره العربيه من خلال تبني منهجيه علميه تتفق مع تطور التقنيات الحديثه في عالم الرقمنة ومن خلال مشاركة نخبه من المتخصصين المهنيين والأكاديميين
ويهدف الملتقي الافتراضي الخامس الي :
- تسليط الضوء على التحديات القيمية التعرف على القيم المفقودة في التنشئة الأسرية نتيجة تأثير التكنولوجيا الحديثة.
2.تعزيز الوعي الرقمي الأسري: تمكين الأسر من الاستخدام الواعي للتكنولوجيا وتعزيز دورها التربوي.
- اقتراح استراتيجيات تعليمية وضع منهجيات لتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية لدى الأطفال والشباب في ظل التحول الرقمي.
- الربط بين الأصالة والحداثة التركيز على كيفية تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والهوية الثقافية
. - إبراز دور المؤسسات تحديد أدوار المدارس، وسائل الإعلام، والمؤسسات الدينية في دعم التنشئة القيمية.
وتتضمن الملتقي الافتراضي الخامس المحاور الآتية
د.سميره بنتن – ترشيح د. آمال
المحور الأول: القيم في خطر
- كيف تؤثر الرقمنة على منظومة القيم الأسرية؟
- مظاهر تراجع القيم الاجتماعية مثل الصدق، الاحترام، والمشاركة
المحور الثاني
د.محمداحمدالمنشي- اقتراح د.آمال
دور الأسرة في استعادة القيم
- أدوات الآباء في تعزيز الحوار والقيم المشتركة داخل المنزل.
-دور الأسرة في مواجهة الشائعات
–
المحور الثالث
محجوز لزميل آخر
المسؤولية المجتمعية
- دور الإعلام في ترسيخ القيم.
- دور المبادرات المجتمعية والثقافية في التوعية بأهمية القيم.
- كيفية تعليم الأطفال إدارة الوقت ومواجهة الإدمان الرقمي.
- التوازن بين المهارات الرقمية والأخلاقية.
وجاءت في كلمة د.محمد سعيد حسب النبي أستاذ التربية مدير وحدة ضمان الجودة كليه اللغات جامعة MSA
توصيات لتحقيق الموازنة بين إيجابيات الرقمنة وسلبياتها من منظور نفسي عميق
- تعزيز الوعي الذاتي وتطوير “الانضباط الرقمي”
- ركّز على بناء وعي داخلي لدى الأسرة والأفراد حول كيفية تأثير التكنولوجيا على حالتهم النفسية، العاطفية، وحتى علاقاتهم. شجّع ممارسات “اليقظة الرقمية” (Digital Mindfulness) مثل التوقف الواعي عند استخدام الأجهزة والتفكير في الهدف الحقيقي من كل مرة تُستخدم فيها التكنولوجيا.
- إعادة تعريف القيم في ظل الرقمنة
- حدد القيم الأساسية للأسرة (مثل الصدق، التواصل، التعاطف)، واعمل على غرسها في سياق رقمي. استخدام التكنولوجيا يجب أن يكون خادمًا لهذه القيم، وليس مُخلًا بها. مثلاً، إذا كانت قيمة “الترابط” مركزية، فيجب تقليل الاستخدام الفردي للأجهزة وزيادة النشاطات الجماعية التي تعزز الحوار.
- إدارة التوازن بين الواقع والافتراضي
- تعزيز الفهم النفسي بأن الرقمنة وسيلة وليس بديلًا للحياة الواقعية. شجّع الأنشطة التي تقوي الاتصال بالعالم الحقيقي، مثل الرحلات أو الأنشطة الإبداعية اليدوية. بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا يبدأ بإدراك أن قيمتك وشعورك بالإنجاز يجب أن يأتي من الداخل لا من عدد الإعجابات أو المتابعين.
- تعزيز التواصل العاطفي داخل الأسرة
- في عصر الرقمنة، هناك خطر استبدال المشاعر الحقيقية بتفاعلات سطحية. لذلك، خصص وقتًا يوميًا للحديث العاطفي الحقيقي بين أفراد الأسرة. يمكن أن يشمل ذلك مناقشة تأثير التكنولوجيا على حياتهم أو التعبير عن مشاعرهم دون حواجز. التواصل الأصيل يرسخ العلاقات ويحميها من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا.
وتعتبر الأسرة من أهم الأنساق الموجودة في المجتمع والتي يقع على عاتقها العديد من الوظائف التي تؤديها لأفرادها ومن أهم هذه الوظائف وظيفة التنشئة الأسرية للأبناء والتي تُعتبر حجر الأساس لتوجيه وضبط سلوكهم وفق القيم الإيجابية في المجتمع والتي تساهم في تأهيلهم للتعامل والاتصال مع الأخرين بشكل آمن وصحيح، هذا وقد ساهمت التطورات التقنية الحديثة في مجال الاتصال عن طري شبكات الإنترنت إلى ظهور العديد من وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تحتل أهمية ومكانة كبيرة في الحياة اليومية لمختلف الفئات العمرية في المجتمع ونتيجة لذلك أصبح الأفراد يعيشون فيما يسمى بالعالم الرقمي وفي خضم هذه التطورات الرقمية تحتاج الأسرة إلى تنشئة أبنائها بالأساليب التي تدعم وتعزز من قيم المواطنة الرقمية لديهم.