تلمسان الجزائر :الحرفي المبدع في صناعةو النقش على النحاس إسماعيل دالي علي
عرفت مدينة تلمسان الصناعة النحاسية منذ العهد الزياني حيث انشأ الزيانيون مصانع لسبك النحاس والمعادن الأخرى في القرن 13م وقاموا بصنع النحاسيات لتلبية حاجيات السكان حيث ازدهرت هذه الحرفة في العهد العثماني.
صناعة النحاس الأحمر في تلمسان تُعد من الصناعات التقليدية العريقة التي تحظى بتاريخ طويل في تلمسان، وتعتبر من أبرز المهن الحرفية التي تُميز مدينة تلمسان. وتُعتبر هذه الصناعة جزءاً من التراث الثقافي التلمساني، حيث يتوارثها الأجيال منذ قرون. يُصنع النحاس الأحمر في تلمسان يدوياً، حيث يتم استخدام أدوات بدائية وتقنيات قديمة لطرق وصياغة النحاس وتحويله إلى قطع فنية ومستلزمات منزلية وأدوات مختلفة في ابهى حلتها واجمل النقش فيها.
خلال تلك الفترة، كانت تلمسان تعرف بمهارات حرفييها في صناعة النحاس وصياغته، وكانوا يصنعون أدوات وأواني زخرفية متنوعة في غاية الروعة والجمال
تشتهر مدينة تلمسان بهذه الحرفة اليدوية التي تواصل العمل في مجال النحاس، ويُعد النحاس الأحمر المنتج فيها من أشهر المنتجات التي تُصدّر إلى العديد من الدول، كما يظل يحظى بشعبية كبيرة في الأسواق المحلية، رغم قلة الإمكانيات.
النحاس صناعة عريقة لها تاريخ ومن منا لا يهوى هذه التحفة الفنية الجميلة.
العم إسماعيل دالي علي صانع محترف محِب لصنعته وحرفته منذ الطفولة والتي تَشهدُ أعماله الفنية على مهارته، كَبر وترعرع يتيما حيث تعلمَ حرفة النحاس على يد أستاذه وهو خاله السيد اليبدري والذي كان من ابرز الحرفيين قديما وخاله تعلم على اكبر الحرفيين السيد بن قلفاط في تلمسان.
ومن حديث الحرفي المبدع السيد إسماعيل دالي علي وهو يدافع عن هذه الحرفة بحرقة وهو يقول انها هُويتنا وثراتنا الذي نعتز به ولا بد لهذه الحرفة ان تُأخذ بعين الإعتبار لانه رمز من رموز الصناعة النحاسية وهو الوحيد الذي بقي في هذه الصنعة في مدينة تلمسان، وبقي محافظا عليها ليومنا هذا كما قال مدافعا على هذه الصنعة يجب أن لا تختفي وان لا تزول.
وقال في حديثه ايضا ان مشكلة الحرفيين هو التسويق موجها رسالته إلى المسؤولين المحليين ان ينظروا إلى اهمية هذه الرسالة والمهمة جدا ان يخلق لهذه الحرفة تكوين ليسنّ للاجيال التعلم فيه وهو مستعد ان يقف إلى جانبهم لتعليمهم هذه الحرفة الجميلة حتى يتوارثها الجيل الجديد.
وانه لا بد ان تخصص للحرفيين فضاء سياحي واسع ومكان مخصص وهو معرض فني في تلمسان لعرض وإحياء المنتوجات الحرفية لانها في الزوال، كما ذكر ان تلمسان كان لديها اكثر من 300 حرفة يدوية لهذا لا بد أن يخلق لها معرض فني لتعرض فيها جميع المنتوجات والتي لا تقتصر على النحاس بل جميع المنتوجات الحرفية، حيث يتسنى للسائح او الزائر الذهاب إلى المعرض المتخصص ليجد جميع المنتوجات موجودة فيه مثل الزربية و الحنبل والنقش على اللوح والنحاس بجميع انواعه وجميع الحرف الموجودة دون البحث عنها هنا وهناك، وخاصة النحاس الاحمر عنده عشاقه ومحبيه والمهتمين به لأن عنده جاذبية خاصة، فلا بد ان نعطي اهمية كبيرة لهذا المنتوج الحرفي الاصيل.
المنتوجات النحاسية والحرفية اليوم تعرض في الديوان السياحي الذي فتح ابوابه لعرض هذه الحرفة وهو يشكرنا على هذا الامر، لكن يا حبذا لو تخصص لها معرض فني خاص وواسع.
لان صناعة النحاس لها اهمية كبيرة في تلمسان والتي تزال تعتمد على تقنيات يدوية متوارثة، مما جعلها واحدة من الحرف الشهيرة التي تميز المدينة وتُعتبر جزءًا من تراثها الثقافي العريق.
وستبقى صناعة النحاس الأحمر من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان، وقد ارتبطت بتطور الحضارات والتحولات الاقتصادية لأنه “معدن الحضارات” بفضل استخدامه في الأدوات والأسلحة والزخارف التي ساهمت في تطور المجتمعات. كما يُقال إن “النحاس الأحمر يحمل في طياته تاريخ الإنسانية”، إذ يُعتبر شاهداً على تطور الفنون والصناعات عبر العصور إذا لقي اهتماما من طرف المسؤولين حتى يمرر للاجيل القادمة ويلقى دعما وإرشادا وتكوينا لهذه الحرفة العريقة كي لا تتلاشى وتختفي.
ومن خوفه وحرصه على هذه الحرفة التراثية يناشد جميع المسؤولين النظر في هذه الصناعة حتى لا تندثر وان يَنْشؤون لها تكوين لِيُمرر تعليمهِ هذه الحِرفة للأجيال القادمة قبل فوات الاوان، وأن تحظى هذه الحرفة بتقدير خاص واحتفاء يليق بها من قِبَل المسؤولين، حفاظًا على قيمتها التراثية وأهميتها الثقافية، لأن الحرفي إسماعيل دالي علي حافظ طيلة حياته على حرفته واتقنها بدقة واحبها رغم قلّة الإمكانيات والصعوبات التي يواجهها ويريد ان ينقلها للأجيال القادمة بالتعاون مع المسؤولين، ليخلد إرثاً من الشغف والإتقان
لان هذه الحرفة هي هويتنا وجزء من تراثنا، ويجب علينا الحفاظ عليها للأجيال القادمة.