كان الوعد في الأمس عهدًا مقدسا،كلمة تخرج من القلب لا تعصف بها رياح الزمان…كان الرجل إذا وعد أوفى حتى لو كلفه ذلك روحه وماله لأن كرامته مرهونة بصدق كلمته…. أما اليوم فقد أصبح الوعد مجرد كلمات عابرة تقال في لحظة حماس ويُنسى في زحمة الأيام… أصبحنا نعيش في زمن يُقطع فيه الوعد ثم يُنكث لأهون الأسباب وكأن الكلمة لا وزن لها ولا قيمة… وكانت الشهامة بالأمس فخر الرجال،لا يُقاس الرجل بماله أو سلطته،بل بنخوته ووقوفه مع الحق…كان الشهم من يهب لنجدة الضعيف ومن يحفظ الأمانة ويستر العيب وكانت كرامته أغلى من الدنيا وما فيها… أما اليوم فقد باتت الشهامة عملة نادرة تذوب في وجه المصالح الشخصية،وتُباع المواقف في سوق النفاق،حتى صار البعض يرى الشهامة ضعفًا،وغدت المروءة مجرد ذكرى من الماضي الجميل… فيا ليتنا نُعيد لتلك القيم وهجها،ونُعيد للوعد والشهامة مكانتهما لنكون كما كان أجدادنا،رجالًا من كلمة وعهد، وشرف ومروءة…
رمزي عبد المجيد