آراء ومقالاتمواضيع متفرقة

المغرب.. مركز بحث للقيم والدراسات المعرفية ينظم دورة تكوينية في مناهج البحث العلمي

نظم مركز بحث للقيم والدراسات المعرفية سلسلة لقاءات تكوينية تحت شعار: “مناهج البحث العلمي، رافعة للتكوين والابتكار”، لفائدة الطلبة الباحثين وعموم المهتمين، وبُثت هذه اللقاءات عبر الوسائط الرقمية للمركز في الفترة من 16 ابريل إلى 17 ماي 2025، ووفق المركز، فإن هذه التظاهرة العلمية تروم التعرف على مناهج البحث العلمي، وبيان أهمية الرقمنة في هذا البحث، إضافة إلى تقديم مساهمات في ترشيد وسائله.
ووفق رئيس المركز الدكتور أحمد الرزاقي، فإن المركز عبارة عن مؤسسة بحثية، تأسس بمدينة مكناس سنة 2019، ويروم دراسة القيم وتعميق مقومات البحث العلمي في مجال العلوم والقيم الإنسانية والاجتماعية، وإشاعة المعرفة عبر الوسائل المشروعة، والإسهام الجاد في تكوين نخبة من الفاعلين والباحثين المهتمين، لرصد ودراسة القيم الإنسانية والاجتماعية؛ وتشكيل الوعي الذاتي للمجتمع؛ باستثمار مؤهلاته التنموية والبشرية، واستشراف المستقبل في إطار تعميق الوعي بالواقع القيمي وتحدياته المعرفية والإنسانية.
واستهلت هذه السلسلة العلمية التكوينية باللقاء الأول الذي قدمه الدكتور محمد الفيلة، مفتش تربوي واستاذ مشارك في الكلية متعددة التخصصات بتارودانت، وتناول موضوع “الموارد الرقمية في البحث العلمي: المكتبة الشاملة نموذجا”، وذلك يوم الأربعاء 16 أبريل 2025.
تناول اللقاء الثاني موضوع :” نشأة التعليم الرقمي وتطوره”، من تأطير الدكتور: مصطفى فاتيحي مفتش تربوي وأستاذ مشارك بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش آسفي، والأستاذ: إسماعيل مرجي؛ أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي، يوم السبت 19 أبريل 2025م.
وهدف اللقاء إلى التعرف على السياق التاريخي للتعليم الرقمي، وبيان مفهومه ومكوناته ومراحله وأهميته، ثم استثمار الوسائط والوسائل الرقمية لنشر المعرفة وتطوير البحث العلمي.
وأبرز الأستاذ المحاضر مراحل تطور الوراقة والطباعة، مبرزا العلاقة التي تربط هذه المراحل بالتعليم الرقمي، ثم عرج إلى تحديد مفهوم التعليم الرقمي وبيان سياق ظهوره، وربطه بنظريات التعلم للإجابة عن كيفية حدوث التعلم وتقليص المسافة بين المدخلات والمخرجات، وهذا ما دعا به إلى استدعاء جملة من النظريات والأنظمة كالأنظمة التمثيلية، والعلم التربوي العصبي، ونظرية التمييز المزدوج.
وبدوره بين الأستاذ م إسماعيل مرجي التطور التاريخي للتعليم الالكتروني بدء من المراسلة والخدمة البريدية /المذياع /التلفاز؛ ثم برامج التعليم/ الفيديو/ الحواسيب، ثم نبه إلى ربط هذه التحولات الرقمية بواقع المدرسة المغربية، مشيرا إلى بعض إكراهات المدرسة المغربية في زمن الرقمية.
وبحث اللقاء الثالث موضوع: الرقمنة والبحث العلمي نحو استثمار أمثل للبرامج الرقمية الحديثة: الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم نموذجا، من تأطير الدكتور محمد أمين الخنشوفي أستاذ وباحث في الدراسات القرآنية بمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بفاس، وذلك يوم السبت 26 أبريل 2025.
وهدف هذا اللقاء العلمي إلى توضيح القيمة العلمية والمنهجية للبرامج الرقمية وأثرها في تطوير البحث العلمي، وبيان أهمية البرامج الرقمية في إعمال مناهج البحث العلمي، وتذليل بعض الصعوبات أمام الباحثين للاستفادة من البرامج الرقمية الحديثة.
وسلط الأكاديمي الخنشوفي الضوء على تاريخ المعرفة، وقدم مفهوم الرقمنة والبرنامج الرقمي، كما عرف البرامج الرقمية ، وتحدث عن البرامج الموسوعية وفوائدها، وبين كيفية اختيار البرنامج المناسب للبحث، وعرف ببرنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم: تعريف وتطبيق، وأوضح جوانبه مثل الخصوصية العلمية والمنهجية.
وتناول اللقاء الرابع موضوع: “آفاق البحث في التراث النوازلي في الغرب الإسلامي”، قدمه الدكتور محمد قاسمي، باحث في الفقه وأصوله، يوم الرعاء 30 ابريل 2025.
وعرف الدكتور قاسمي مصطلح النوازل لغة واصطلاحا، واعتبرها حوادث تحتاج إلى حكم شرعي، مقدما أسماء أخرى لها مثل؛ ” الواقعات”، ” الأقضية”، ثم تطرق إلى خصائص التراث النوازلي في الغرب الإسلامي، مثل الواقعية، المحلية، التجدد المستمر، التنوع في التأليف.
كما أوضح طبقات المفتين ومنهج التعامل مع مصنفاتهم، وتطرق فيه إلى كتاب “صناعة الفتوى”، وأعطى مقترحات بحثية في التراث النوازلي من بينها ؛ مجال التحقيق وإحياء المخطوط، نوازل التعليم أو فتاوى تربوية.
وسلط الضوء على التأصيل من خلال نصوص النوازل، مشيرا إلى التكامل المعرفي في النوازل، ولفت إلى مشروع تقنين الفقه، معتبرا ذلك برهانا على قدرة الفقه النوازلي على مواكبة واقع الناس.
وتناول اللقاء الرابع موضوع: “آفاق البحث في التراث النوازلي في الغرب الإسلامي”، قدمه الدكتور محمد قاسمي ،باحث في الفقه وأصوله، يوم الرعاء 30 ابريل 2025.
وعرف الدكتور قاسمي مصطلح النوازل لغة واصطلاحا، واعتبرها حوادث تحتاج إلى حكم شرعي، مقدما أسماء أخرى لها مثل؛ ” الواقعات”، ” الأقضية”، ثم تطرق إلى خصائص التراث النوازلي في الغرب الإسلامي، مثل الواقعية، المحلية، التجدد المستمر، التنوع في التأليف.
كما أوضح طبقات المفتين ومنهج التعامل مع مصنفاتهم، وتطرق فيه إلى كتاب “صناعة الفتوى”، وأعطى مقترحات بحثية في التراث النوازلي من بينها ؛ مجال التحقيق وإحياء المخطوط، نوازل التعليم أو فتاوى تربوية.
وسلط الضوء على التأصيل من خلال نصوص النوازل، مشيرا إلى التكامل المعرفي في النوازل، ولفت إلى مشروع تقنين الفقه، معتبرا ذلك برهانا على قدرة الفقه النوازلي على مواكبة واقع الناس.
وسلط اللقاء الخامس الضوء على “المهارات الرقمية لإعداد البحوث العلمية إستثمار الموسوعة الحديثية للإمام البخاري نموذجا”، من تأطير الدكتور سعيد جديدي، وذلك يوم السبت 03 ماي 2025، ورام اللقاء التعرف على الموسوعة الرقمية لصحيح الامام البخاري ومميزاتها، وتشجيع الطلبة والباحثين على البحث والاشتغال في الموسوعة الرقمية، واطلاع الباحثين على اهم ما انجز حول الامام البخاري من دراسات ومصنفات.
وقدم الأكاديمي جديدي تعريفا بالإمام البخاري وبصحيحه، تم عرف مجموعة من المصطلحات الحديثية، منها؛ الجامع الصحيح ، الجامع، المسند، الصحيح، تم أورد خدمات الموسوعة ومميزاتها، لافتا إلى احتواء الموسوعة على أفضل نسخة محققة لصحيح البخاري، وجمعها كل ما ألف حول صحيح البخاري ، وتوفرها على مصادر جديدة تنشر لأول مرة، وضمها لأصول خطية نفيسة نادرة، كما أورد بعض المصادر الجديدة التي تتوفر عليها الموسوعة، تم شرع في الجانب التطبيقي حيث أوضح كيفية استعمال الموسوعة.
وتناول اللقاء السادس موضوع “آفاق البحث في التراث الفقهي المالكي” يوم الأربعاء 7 ماي 2025، أطره الدكتور هشام الهدار أستاذ باحث في الفقه وأصول، وتحدث فيه عن مفهوم التراث الفقهي المالكي والذي يراد به الانتاج الفقهي الذي خلفه الإمام مالك و الفقهاء من مذهبه، كما تطرق إلى شروط الباحث في التراث الفقهي المالكي وقسمها إلى شروط عامة تتجلى في التمكن من اللغة العربية ، وشروط خاصة ومنها؛ معرفة تاريخ المذهب المالكي، وإصطلاحاته، والأدلة الخاصة بالمذهب، ثم معرفه فروع الفقه وأقسامه، وقدم مقترحات للبحث في التراث المالكي ؛ تحقيق المخطوطات ، والبحث عن النظريات الفقهية ، وآثار المقاصد الجزئية في الخلاف الفقهي، والتجديد ، كما اقترح بعض مشاريع للبحث ومنها؛ مناهج تدريس الفقه، والمالية التشاركية، والدراسات المقارنة بين ما قرره الفقهاء قبل وما هو المعمول به.
وبحث اللقاء السابع: “مناهج البحث العلمي – ضوابط وتقنيات”، وأطره الدكتور محمد بلحسان، أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن طفيل، يوم الجمعة 09 ماي 2025، وهدف هذا اللقاء إلى تمكين الطلبة والباحثين من الإلمام بأهم التقنيات المنهجية والمعرفية التي تقتضيها مراحل إعداد البحوث العلمية، مع التأكيد على المعايير الأكاديمية والضوابط الأخلاقية التي ينبغي الالتزام بها.
وأكد الدكتور محمد بلحسان أهمية المشروع العلمي للباحث، الذي يدور حوله كل جهده العلمي، وقال: “مشروعك هو هويتك؛ من لا مشروع له، لا هوية له”، وأوضح مسار الباحث، الذي يبتدأ بـتحديد المشروع العلمي، وتحديد موضوع البحث، ثم جمع المادة العلمية، ووضع التصميم الأولي للبحث، وحدد شروط الموضوع الجيد، وقدم توجيهات حول خاتمة في البحث العلمي، والدراسات السابقة، وعنوان البحث، والأمانة العلمية في التعامل مع النصوص، وأقوال المذاهب، ونقل أقوال العلماء، وتراجم الأعلام، والفهارس.
وتطرق اللقاء الثامن إلى موضوع “مناهج البحث في الدراسات المصطلحية”، من تأطير الدكتور امحمد الينبعي، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز- فاس، يوم السبت 10 ماي 2025.
وسلط الدكتور الينبعي الضوء على المصطلحات المتعلقة بالبحث؛ وأوضح ان المنهج ينقسم إلى عام، وخاص، كما بين معنى “المصطلح”، و”المفهوم”، وشرح المصطلح القرآني، وقدم اضاءات حول منهج الدراسة المصطلحية وذكر أن مؤسسة الدكتور الشيخ البوشيخي والمدرسة الفاسية رائدة فيها على الصعيد العالمي والإسلامي، ونبه إلى أن معرفة الألفاظ القرآنية تقتضي استحضار الإحصاء، والدراسة المعجمية، والدراسة النصية، والدراسة المفهومية، وتناول الاستنباط من خلال السمات الدلالية، الخصائص، العلاقات، الضمائر، المشتقات، والقضايا، وذكر إلى مؤشرات الملكة المنهجية عند الطالب الباحث.
ودرس اللقاء التاسع موضوع “البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي”، بتأطير الدكتور محمد زمراني، أستاذ محاضر بجامعة مولاي سليمان، يوم الأربعاء 14 ماي 2025.
وأبرز الأستاذ المحاضر الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي التوليدي على البحث العلمي، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً واسعة أمام الباحثين من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات بدقة وسرعة، واكتشاف الأنماط والعلاقات الخفية، وتوليد أفكار بحثية جديدة، وتحسين جودة الكتابة الأكاديمية، كما بيّن أن الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات أخلاقية ومعرفية، كفقدان اللمسة الإنسانية، ومخاطر الانتحال (Plagiarism) وانتهاك الملكية الفكرية، وتأثير سلبي محتمل على مهارات التحليل النقدي لدى الباحث، وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يدعم الباحث في مراحل انجاز بحثه العلمي، لكنه لا يغني عن الاجتهاد الشخصي والفهم النقدي.
ولفت إلى أن التعامل الفعال مع أدوات الذكاء الاصطناعي يتطلب مهارات تقنية ومعرفية، وأوضح أن جودة السؤال الموجه (Prompt Engineering) تعتمد على معادلة دقيقة تشمل: الدور، السياق، المهمة، النبرة، المؤشرات، المدخلات، وهو ما يجعل من الباحث فاعلاً وليس متلقياً سلبيا، وقدم الأستاذ زمراني عرضاً عملياً حول بعض أدوات الذكاء الاصطناعي المساعدة في البحث.
ونُظم اللقاء العاشر تحت عنوان “مناهج تدريس العلوم الشرعية”، من تأطير الدكتور سعيد حليم، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، يوم السبت 17 ماي 2025، و أكد الدكتور حليم أن الحديث عن مناهج وكيفية التدريس له جذوره في العلوم الإسلامية، مشيرًا إلى عدد من المؤلفات التراثية التي تناولت العلاقة بين العالم والمتعلم والمنهج، منها؛ الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين، لأبي الحسن القابسي (403 هـ)، وجامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله، لابن عبد البر الأندلسي (463 هـ) وغيرها.
كما أوضح المناهج التي يمكن الاستعانة بها في تدريس العلوم الشرعية ، مشددًا على أن المعلم ينبغي أن يراعي خصائص الفئة المتعلمة، ومستوى النضج العقلي والنفسي، والرغبة في التعلم ، ثم أكد على ضرورة تحديد مقاصد العلم قبل الخوض فيه، وشدد على ضرورة ربط التعليم بالحياة، لتكون العلوم الشرعية أدوات فاعلة في الواقع، كما أشار إلى ضرورة فهم طبيعة كل علم شرعي وخصائص مصادره، وأكد على ضرورة انتقاء طرق التدريس وفق طبيعة المادة المدرسة، طبيعة المتعلّم، طبيعة الدرس، ثم استعرض أبرز طرق التدريس المعتمدة؛ الطريقة الاستقرائية، الطريقة الحوارية، الطريقة الجدلية، وطريقة حلّ المسائل العلمية.
يُذكر أن هذه اللقاءات عرفت متابعة كبيرة من لدن المهتمين والطلبة الباحثين، الذين أغنوا النقاش بتدخلاتهم واستفساراتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى