قد يكون اهالي قطاع غزة، في دوامة من المشاعر والأفكار المتناقضة، مع إتمام 300 يوم على بدء الحرب الإسرائيلية الضارية على القطاع،
إذ قطع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، مسار مفاوضات وقف النار وتبادل الأسرى، بعد أسابيع من التفاؤل
بقرب التوصل إلى صفقة من شأنها أن تنهي الحرب، وأعاد عقارب الساعة على الصعيدين المحلي والإقليمي إلى نقطة البداية مجدّداً.
وسريعاً، تبدّد الانطباع الذي ساد ليلة اغتيال القائد في «حزب الله»، الشهيد فؤاد شكر، بأن الحرب استهلكت نفسها وانتقلت إلى جبهات الإسناد ولا سيما الجبهة اللبنانية.
ويقول “محمد مصباح”، وهو باحث سياسي، لـ«شبكاتناالأخباريه»،
إن «فهمَنا لعملية اغتيال قائد حزب الله فؤاد شكر، ثم إسماعيل هنية، هو أن (رئيس وزراء العدو بنيامين) نتنياهو يريد أن يشعل الإقليم،
ليس لينهي الحرب في غزة، ولكن ليضمن استدامتها لمزيد من الوقت. والوقت هنا سنوات وليس أشهراً». ويضيف: «لكن عناد جبهات المقاومة وجذرية مواقفها المتقدّمة، سيضعان إسرائيل أمام تهديد وجودي يمسّ ببقائها،
ما سيجبرها على وقف الحرب. والردود على اغتيال قادة المقاومة في بيروت وطهران، ستحدّد ليس مستقبل الحرب فقط، بل أيضاً مستقبل المنطقة التي يريد نتنياهو أن يضمن تسيّد إسرائيل عليها سنوات طويلة»
وعلي ارض الواقع، قلّصت هذه الحرب هوامش الغموض، ولم يعد من السهل تمرير خطاب التعمية والتضليل، إذ حدّدت أيام القتال الطويلة من دون مواربة اصطفاف الأصدقاء والأعداء.
ويقول الحاج هشام أبو فادي، لـ«شبكاتنا الأخباربه»: «لقد أثبت محور المقاومة، أنه الحالة الأكثر صدقاً ونقاء في العالمين العربي والإسلامي. ولأنه صادق ونظيف، تعرّض طوال كل تلك السنوات للتشويه.
واشاد قائلا… الدول التي تفتح حدودها لبناء جسر برّي لإسرائيل واضحة،
والدول التي تتصدّى للطائرات والصواريخ اليمنية والإيرانية قبل أن تصل إلى أراضي فلسطين المحتلة معروفة،
ومن يبذل الدماء والأرواح ويدفع ثمن نصرة فلسطين من استقراره معروف وواضح أيضاً».
الردود على اغتيال قادة المقاومة ستحدّد ليس مستقبل الحرب فقط، بل والمنطقة أيضاً
أما في مواقع التواصل الاجتماعي، فنشطت الآلاف من الحسابات وقنوات التلغرام، والتي قدّمت خطاب الشماتة ليس في حق فؤاد شكر، فقط، وإنما في حق هنية أيضاً.
ودُعمت تلك الآراء بمنشورات لشخصيات مؤثّرة من خصوم حركة «حماس» محاطة بالآلاف من علامات الاستفهام.
وتجاوز هؤلاء في التطرف أقصى مدى يمكن أن يبقي أحداً بعيداً عن وحل الخيانة.
ويقول المحامي عبدالله كريم معبّراً عن هذه الحالة في صفحته في «فايسبوك»: «دان الرئيس محمود عباس، وهو أقصى من وقف في الطرف النقيض لحركة حماس، اغتيال هنية، وأعلن الحداد. لا أدري، أين يسكن الشامتون في نسيجنا الوطني؟».
وبين هنية وشكر، ثمة أصوات أكثر تفاؤلاً ترى أن «هذه الحرب لن توقفها إلا حرب أكبر منها»،
بحسب قول الدكتور إبراهيم عبد العزيز ، مضيفاً: «نحن في نهاية الحرب. ستجد إسرائيل نفسها غارقة في موجة من ردود الفعل الكبيرة، التي ستجبرها على البحث عن تهدئة وهي جاثية على قدميها، حينما تدرك أن البوارج الأميركية ستنفق ترسانتها في محاولات حماية نفسها»
والسؤال الان من سيدفع ثمن كل هذا في منطقتنا العربيه ؟ لعلها ساعه عادله من السماء توصل الحقوق لمن يستحقها.