آراء ومقالاترياضة
المستجدات

ماراطون مراكش الدولي 2025.. رياضة وثقافة واهتمام بالبيئة والسلامة الطرقية!

نادية الصبار – المغرب

هل سمعت من قبل عن ماراطون مراكش الدولي؟!
قد يبدو السؤال بسيطًا، لكنه يحمل في طياته حكاية ممتدة لأكثر من ثلاثة عقود، فمنذ انطلاقته الأولى في الثمانينيات من القرن الماضي وبالضبط، من سنة 1987 إلى اليوم، أصبح هذا الماراطون حدثًا رياضيًا بارزًا في المغرب والعالم.

وهذه السنة ستعيش مراكش النسخة الخامسة والثلاثون، التي ستُقام يوم 26 يناير لهذا العام، وكما جرت السنة النبيلة والعادة الحميدة؛ أن يكون هذا الاحتفال الرياضي الدولي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليست مجرد تكرار لتقليد سنوي، بل محطة تحمل الاختلاف وبه تزدان مراكش وتزان.
تحت شعار “البيئة والسلامة الطرقية في قلب الأولويات.. يوم بدون سيارات”، يأخذ الماراطون هذا العام منحى جديدًا، حيث يدمج بين الرياضة والتوعية البيئية، في رسالة واضحة لتشجيع الممارسات المستدامة والحفاظ على البيئة. ويُنتظر أن يشارك فيه أكثر من 17 ألف عداء وعداءة من مختلف أنحاء العالم، مما يمنح الحدث بعدًا دوليًا يضع مراكش في قلب الخريطة الرياضية العالمية.

ومع تحديث مدار السباق، والذي سيعبر أبرز المعالم التاريخية والسياحية للمدينة، فعلى ما يبدو؛ سيخوض المتسابقون تجربة فريدة من نوعها تجمع بين المنافسة الرياضية والبعد البيئوي مع استحضار عبق التاريخ. وهذا التغيير في المسار ليس تفصيلاً عابرًا؛ بل هو انعكاس لرؤية مهندسه السيد محمد الكنيدري، مدير التظاهرة ورئيس جمعية الأطلس الكبير، وإدارته الرصينة التي تسعى لتقديم المدينة الحمراء بأبهى حللها كوجهة حضارية ورياضية استثنائية.

ليس هذا فقط! بل هناك شئ آخر، إذا كانت النسخ السابقة قد حظيت بمشاركة نخبة من العدائين العالميين، فإن هذه الدورة تتميز بمشاركة أسماء ذات توقيتات قياسية أقل من ساعتين وسبع دقائق، مثل يامي روب كاوارا وجليوس كبرونو تاروس من كينيا، إلى جانب عدائين مغاربة كأمثال محمد رضا العربي ومحمد الطلحاوي ومحمد الغزواني وغيرهم.. كما أن الحضور النسائي لا يقل أهمية، حيث تشارك عداءات بمستويات عالمية، أبرزهن، بيان تفري، وبكيلي ابيبيش، وبيرك كونجيا من اتيوبيا، وكوثر فركوسي، ورقية الموكيم، وكلثوم بوعسرية، وفتيحة امسميد من المغرب وغيرهم، ممن لهن توقيت عالمي مميز أقل من ساعتين وعشرين دقيقة.

وبالإضافة إلى الجانب الرياضي، يُعتبر الماراطون منصة للتفاعل الثقافي والاجتماعي. فعلى سبيل المثال، تتحول قرية الماراطون إلى فضاء للاحتفاء بالفن والثقافة، بينما يمثل سباق الأطفال نشاطًا ملهمًا للأجيال الصاعدة. ومع استعداد الجميع للمشاركة، تصبح مراكش نفسها مبهرة، فالمدينة الحمراء و”مراكش يا وريدة” الجميلة البهية، قلعة تاريخية ووجهة سياحية عالمية، لا تكتفي بذلك فحسب، بل ينضاف إلى كل ما ذكر ومالم يذكر بعد إنسانيً غرائبي وتراثي عجائبي يثري كل حدث يُقام بين دفتيها.

على رأس هذا الحدث، يقف معالي الوزير الأسبق والعميد الدكتور محمد الكنيدري، الشخصية التي لا يمكن الحديث عن مراكش ووهجها، واحداثها ءات الأبعاد العالمية، سواء مهرجان الفنون الشعبية أو ماراطون مراكش الدولي وما على شاكلتهما، دون الإشارة إلى دورها المحوري. إنه ابن مراكش العريقة، الذي بدأ حياته العلمية في مجال الفيزياء النووية وحقق نجاحات دولية في البحث العلمي، يُظهر مرة أخرى أن القيادة ليست مجرد تنظيم، بل رؤية وإبداع. الكنيدري، الذي يحمل أوسمة استحقاق وطنية ودولية، يجسد في مسيرته نموذجًا يجمع بين العلم والعمل المدني ذي ابعاد مختلفة رياضية وثقافية وإنسانية، ليبني من الماراطون والفنون جسرًا يربط بين الرياضة والهوية الوطنية.

ماراطون مراكش الدولي ليس مجرد سباق في أجندة رياضية زاخرة. هو حكاية تمتد بين الماضي والحاضر، تربط بين الأجيال، وتفتح آفاقًا جديدة للمدينة الحمراء التي تعيد تعريف نفسها كل عام عبر هذا الحدث وأحداث مماثلة. فلكل عشاق الرياضة وعشاق السفر والسياحة، كونوا في الموعد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى