كتبت د. إيمي حسين : البراميل الفارغة تحدث أكبر ضجة

. البراميل الفارغه تحدث اكثر ضجه والحقيقة و بما اني عاشقه لتراثنا العتيق ،
فان أصل المثل “Empty vessels make the most noise” أو ترجمته إلى العربية: “الأواني الفارغة تُحدث ضجيجاً أكثر”، هو مثل إنجليزي شهير يُستخدم للتعبير عن فكرة أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى المعرفة أو الحكمة غالبًا ما يكونون الأكثر حديثًا وضجيجًا، في حين أن الحكماء وأصحاب العلم غالباً ما يكونون أكثر هدوءاً وتواضعاً.
يرجع أصل المثل إلى الثقافة الغربية، وبشكل أكثر تحديدًا إلى التراث الإنجليزي والأوروبي في العصور الوسطى وما بعدها. يُعتقد أن المثل له جذور فلسفية قديمة، ويُنسب بشكل غير مباشر إلى أفكار الفيلسوف اليوناني أفلاطون، الذي كتب في حواراته عن الفرق بين الحكيم والجاهل، مشيرًا إلى أن من يملك المعرفة لا يحتاج إلى الجلبة لإثبات نفسه.
لكن أول ظهور مباشر للمثل بصيغته القريبة من التعبير المعاصر يعود إلى كتابات الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير في مسرحيته هنري الخامس، حيث يقول:
“I never heard so loud a voice issue from such an empty heart. It’s true what they say: the empty vessel makes the greatest sound.”
أي: “لم أسمع صوتًا عاليًا كهذا يخرج من قلب فارغ، إنه كما يقولون: الوعاء الفارغ يصدر أكبر صوت.”
وقد ساهمت هذه العبارة في ترسيخ المثل في الوعي الثقافي الإنجليزي.
المثل يعتمد على تشبيه فيزيائي واقعي: عندما تضرب وعاءً فارغًا، يصدر صوتًا عاليًا، بينما الوعاء الممتلئ بالكاد يُسمع له صوت. ومن هنا جاء التوظيف المجازي:
- الوعاء الفارغ = الإنسان قليل المعرفة أو الفارغ من القيم والمعنى.
•الصوت العالي = كثرة الكلام دون فائدة أو مضمون.
المثل يستخدم غالبًا لتوبيخ أولئك الذين يتحدثون كثيرًا لكنهم لا يقدمون محتوى مفيدًا، أو يستخدم للسخرية من المتعجرفين الذين يظنون أنفسهم على صواب دائمًا دون أن تكون لديهم خلفية معرفية حقيقية.
وفي التراث العربي، نجد أمثالًا ومقولات قريبة جدًا في المعنى، منها:
“إذا تمّ العقل قلّ الكلام” – أي أن صاحب العقل الكامل لا يكثر من الكلام.
“من كثر كلامه قلّ احترامه.”
كما نجد في الشعر العربي إشارات مشابهة؛ مثل قول الإمام الشافعي:
“إذا نطق السفيه فلا تجبه… فخير من إجابته السكوتُ”
مع تطور وسائل الإعلام والتواصل، أصبحت عبارة “Empty vessels make the most noise” تُستخدم على نطاق واسع في الخطاب السياسي، والإعلامي، وحتى في البيئات الأكاديمية. وغالبًا ما تُستحضر للإشارة إلى أشخاص يتصدرون المشهد ويُدلون بآراء قوية رغم افتقارهم للمعرفة العميقة أو الخبرة العملية.
بالنهايه فمن قال لا اعرف فقد افتي .