المصممة فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي تطل على متابعيها بتصاميم مبتكرة.. الزي الأولمبي هذه المرة!
نادية الصبار
كاتبة صحافية من المغرب
أطلت علينا المصممة المبهرة والمبدعة بلا حدود فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي من على منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بصور ومقطع فيديو لآخر تصاميمها المبتكرة وقد لاقت استحسان المتابعين، والتي ترجمت من خلالها حب الوطن في قصة منسوجة والغيرة على الوطن في صنعة محبوكة! كيف ذلك؟
عكفت المبدعة فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي بمناسبة مشاركة المنتخب المغربي الأولمبي في أولمبياد باريس 2024، هي وفريقها على ابتكار زي مغربي يؤرخ للمشاركة المغربية الأولمبية، والتي كانت بمثابة سبق مغربي خالص يزاوج بين الأصالة والعراقة ويسابق الزمن ويواكب العصر ويوثق الحدث.
نعم؛ هو ذاك زي، حق له أن يوصف على أنه زي أولمبي مغربي، واحد للنساء والثاني للرجال.. لونه أبيض وبتقاطيع وتصاميم مبتكرة تناسب الحدث، مع لمسات مصممة خفيفة ظريفة، مقبولة وجذابة، زاد من رونقها “السفيفة” و”خدمة المعلم” على “الجبادور” من أعلى وعلى حواشي الطوق المخزني cole oficier إلى أسفل الجابودور من الواجهة أي جهة الصدر، وكذلك نفس الصنعة ونفس السفيفة من الحرير على الجانبين الأيمن والأيسر من السروال “القندريسي” وهو سروال تقليدي يلبسه الرجال والنساء ويتسم بأنه فضفاض على مستوى القاعدة أو “القعدة”. وكذلك بالنسبة للقفطان المفتوح أو جبادور مجلجل عن آخره وبفتحات طويلة على الجانبين.
هذا بالنسبة للقفطان المفتوح أو الجابادور المجلجل “الفوقي”،.. وأما “التحتي” فهو بالنسبة للرجال مثلما النساء من قطعتين: سروال “بلدي رومي” بلدي نسبة للبلاد أو البلد الاصلي وتعني تقليدي أو محلي الصنع. و”رومي” نسبة إلى بلاد الروم وتعني عصري.. وقميص أو صدرية ربما خامتها قطنية بسيطة حتى تستوعب فخامة اللباس الفوقي، وبالنسبة للزي النسائي دونا عن الرجالي يتوسط القميص والسروال حزام تقليدي “مجدول الحرير ” لونه أخضر.
يتخلل الفوقي الرجالي “النصاصي” اي بطول ممتد إلى مستوى الركب والفوقي النسائي الطويل إلى مستوى الاقدام، الشعار الأولمبي الذي لم تقم به آلة طابعة بل طبعته انامل الصانع المغربي وكانها بذلك تختم على حرفية عالية ضاربة في القدم، ولا زالت تواكب الزمن وتصمد في وجه التغيير، وهذا ليس بفريب على الصانع المغربي الذي ما فتئت تؤكد المصصمة العالمية فاطمة الزهراء الفيلالي فيما مناسبة على دوره المحوري في تصاميمها المبتكرة.
تخلل تصميم اللوغو الأولمبي خيوط ذهبية من “الصقلي” أو “الصم الحر” لإضفاء صبغة اللباس “المخزني” وهي كناية على دار المخزن، الدار الكبيرة، الفخامة والأصالة و”التمغربيت”.
الزهراء الفيلالي الإدريسي.
هذا وعلاقة بموضوع الزي الأولمبي؛ فقد أضفت فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي لمستها الخاصة على الزي النسائي، خيث أدخلت بعض الأكسسوارات ومنها حقيبة يد تحمل هي الأخرى الشعار الأولمبي مع حزام حقيبة من الحرير و”الصقلي” والمستوحاة فكرته من “التخميل” أو “التخمال المغربي”، والذي عادة ما كانت تضعه المرأة على كتفيها الاثنتين لتشمر به عن سواعدها وترفع به الأكمام إلى أعلى، وامرأة مشمرة هي امرأة جميلة وحاذقة.
كذلك نشير في هذا الباب للمسة مبتكرة أخرى على مستوى “البلغة” والتي احتملت لونا لكل زوج / paire de chaussure الأخضر والأحمر في تناغم وتناسق مع ألوان العلم والوطن، وكانما في ذلك إيحاءات إلى الوطء والاقدام ومواطن الأقدام واقدامنا لا تطأ إلاّ مواطنها وموطن أقدامنا من طنجة إلى الكويرة حيث أعلامنا خفاقة ترفرف وتغني كما غنى الفنان الراحل محمود الإدريسي: “عيشي عيشي يا بلادي عيشي”. (رابط أغنية عيشي عيشي يا بلادي عيشي، تجدونه أسفل المقالة).
تجدر الإشارة إلى أن هذا التصميم المبتكر جاء في وقت اثير فيه الكثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي حول الزي الرسمي الموحد للبعثة المغربية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس، بسبب تصميمه مقارنة بالأزياء الرسمية الممثلة للدول الأخرى، حيث أجمعت العديد من التعاليق على أنه تصميم عادي ويفتقر للإبداع ولا يعبر عن روح المغرب وعمفه.
فعلى الرغم من أن البذلة المقترحة كانت من قطعتين سترة بيضاء وسروال احمر، وعلى السترة رسم يوحي بخريطة المغرب، لكنها والحق لا تعبر عن الهوية المغربية، عدا أنه لباس في رمته لا يعبر عن التراث المغربي الغني والزاخر والذي بوسعه وبفضل مصممين أكفاء أن يكون بحلل الأصالة والمعاصرة ويكون زيا مناسبا لحدث رياضي من هذا الحجم، وبنفس الوقت يعبر عن روح المغرب وعمقه الضاربين في القدم.
وحيث المناسبة حدث عالمي تشد إليه أنظار العالم وتواكبه الصحافة الدولية ويتابعه الملايين، فقد تأسف متابعون مغاربة من مختلف الأعمار والأطياف، قاسمهم المشترك “روح تمغربيت” أن غاب الطربوش الأحمر والقفطان المغربي الأصيل اللذان كانا من شأنهما إضفاء رونق خاص وهالة استثنائية وبوسعهما مع لمسة فنان ومصمم مبدع صنع الحدث، ما من شأنه ان يكون فرصة سانحة للتعريف به والترويج له، لا سيما في وقت تحاول فيه الجارة الجزائر التطاول عليه، أنى لها ذلك.
رابط أغنية “عيشي عيشي يا بلادي عيشي” للراحل محمود الإدريسي