تقرير :جمال الدين العزلوك
وصل اليوم السبت 30 أوت 2023 الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين إلى مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة اللبنانية بيروت في زيارة تستغرق يومين لمتابعة اتفاق الحدود البحرية.
ووقع الرئيس اللبناني ميشال عون رسمياً على رسالة تصادق على اتفاق تاريخي لترسيم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل في اكتوبر 2022.
ويعد هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ سنة 2021 ومكلف بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل وكبير خبراء الطاقة في الإدارة الامريكية.كما تهدف الزيارة أيضا الى البحث في مجالات التعاون المشترك والإقليمي.
1/موقف حسن نصرالله:
ويشار الى أن حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني قد اعتبر أن ما حصل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية السنة الفارطة انتصارا للشعب اللبناني والمقاومة. وصرح أن الحديث عن التطبيع مع اسرائيل بعد اتفاق الترسيم ليس له أساس.
وتعد المحادثات بين لبنان وكيان الاحتلال بخصوص ترسيم الحدود البحرية هي الأولى منذ اجتياح لبنان سنة 1982.
وعلى صعيد آخر أعلنت مصادر إعلامية أن الزيارة التي يؤديها المبعوث الأمريكي إلى لبنان تأتي بعد بدء الحفر في البلوك رقم 9 واشتداد التجاذب حول دور قوات حفظ السلام الدولية وصلاحياتها في الجنوب اللبناني.
2/تفاصيل الاتفاق:
بعد وساطة أمريكية دامت عامين توصلت بيروت وتل أبيب إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية في شهر اكتوبر لسنة 2022 بوساطة أمريكية دامت عامين. ووصف هذا الاتفاق آنذاك بـ “التاريخي”، لأنه سيسمح للبنان ودولة الاحتلال بالتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة المتنازع عليها الواقعة في المياه الإقليمية.
وبدأت المفاوضات غير المباشرة سنة 2020 وتعثرت عديد المرات.وبعد اتصالات ولقاءات بين الطرفين قدم الوسيط هوكستين عرضا أخيرا للجانبين واعلنا موافقتهما.
3/ما هي بنود الاتفاق؟
نص الاتفاق سنة 2022 على تقديم رسالة تتضمن قائمة بالإحداثيات الجغرافية المتعلقة بترسيم الخط البحري إلى الأمم المتحدة، لتحل مكان تلك التي أرسلتها الدولتان في العام 2011. وعليه، لا يحق لأي منهما مستقبلاً إرسال أي مذكرة، غير متفق عليها من الجهتين، تتضمن خرائط أو إحداثيات تتعارض مع الاتفاق.
وبموجب الاتفاق الذي حصل سنة 2022 نص القرار على أن حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان كامل حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
من جهتها، ستشكل الرقعة رقم 9 حيث يقع حقل قانا منطقة رئيسية للتنقيب من قبل شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية، اللتين حصلتا في العام 2018 مع شركة روسية على عقود للتنقيب عن النفط والغاز، قبل أن تنسحب الأخيرة.
كما نصت المبادرة التي جرت بوساطة أمريكية أيضا على حصول إسرائيل على “تعويض من مشغل البلوك 9″، بما أن جزءا من حقل قانا يقع خارج المياه الإقليمية اللبنانية، في إشارة إلى شركتي توتال وإيني،لقاء الحقوق العائدة لها من أي مخزونات محتملة في المكمن المحتمل.
وفي مسح زلزالي أجرته شركة سبكتروم البريطانية لمنطقة بحرية محدودة في العام 2012، تم تقدير احتياطات الغاز القابلة للاستخراج في لبنان بـ 25,4 تريليون قدم مكعب.واعتبر الاتفاق بمثابة ضوء أخضر لشركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية لبدء الاستكشاف.
ووفق تقديرات لبنانية فإن “السيناريو المتوقع في أفضل الحالات” هو اكتشاف كمية من 16 تريليون قدم مكعب.وقد تصل أرباح لبنان إلى ست مليارات دولار موزعة على 15 عاماً”.ولكن هذه الايرادات غير كافية لان لبنان يمر بأزمة اقتصادية وديون متراكمة ومشاكل سياسية.
