غزة خط الدفاع العربي الأول:ثبات المقاومة أمام آلة عسكرية رهيبة
جمال الدين العزلوك/راديو هولا الڨصرين
بعد أكثر من شهر من القصف الصهيو امريكي المتواصل على قطاع غزة تاهت القنوات الإعلامية في عد حشود الشهداء وقوافل الجرحى.ولم يعد العدد مهما للمتلقين العرب.بقدر الاهتمام بالنجاحات الموجهة نحو جيش تل أبيب.هذا حسب وجهة نظري كصحفي تونسي مساند للقضية الفلسطينية.
كنا نعلم أن قطاع غزة سيشهد ضربات انتقامية شرسة بعد غزوة 7 أكتوبر ذكرى حرب 1973 .ونعرف أن قلوب العساكر الصهاينة من حجر .ولكن هناك من الحجر ما يتشقق في الانهار ويخرج منه الماء. فالجرائم مسجلة منذ فجر التاريخ في أرشيف القنوات التلفزيونية والصحف.سنوات الأربعينات والخمسينات كانوا يمسكون بالفلسطينيين ويكسرون عظامهم بالمطارق والعصي الغليظة وكانوا يدهسون متظاهري انتفاضة 2000 بالدبابات والمدرعات المصفحة والجنود يضحكون.حتى جند هامان وفرعون لم يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة.
لكن غزة الأمس التي خرج منها جيش الاحتلال سنة 2005 ليست كغزة حماس والجهاد الاسلامي اليوم.شتان بين ماض تعيس مظلم كله دم مسفوك وانتكاسات متتالية وبين حاضر اتسم بوقفوف دول عديدة الى جانب الحق الفلسطيني وفصائل بلد الشاعر الكبير محمود درويش والراحل ياسر عرفات.غزة اليوم تصنع عتادها العسكري ويتحصن مقاتليها تحت أنفاق تبلغ أكثر من خمسين مترا من العمق ضمن 500 كلم مربع. أنفاق قد تصل إلى صحراء سيناء المصرية. وهناك أنفاق قريبة جدا من غلاف غزة ومعبر بيت حانون وأنفاق قرب معبر رفح وأنفاق في مخيم الشاطئ وحي الشجاعية وحي الزيتون داخل غزة حسب تقارير وتغطيات إعلامية من حرب طوفان الأقصى…لذلك يتم قصف هذه الأحياء والمخيمات بكثافة.
الأنفاق هي كلمة السر التي أرهقت جيش الاحتلال .ولطالما اتهم الاعلام الغربي قادة المقاومة والمقاومين ب”الإرهاب” والتبعية لايران والعداء للسامية المصطلح المثير للجدل.
إذن الدعم والتحيز الإعلامي والغطاء السياسي الغربي في مجلس الأمن ليس أمرا مثيرا للاستغراب.فالغرب أنشأ هذه الدولة سنة 1948 وجلبوا اليهود من اوروبا وافريقيا وأمريكا اللاتينية ومن اليمن واثيوبيا للانتقام من العرب وضرب أي محاولة للنهوض والتطور فالغرب لهم تاريخ استعماري.فهم يدركون جيدا أن العرب عندما يتوحدون ويستفيقون من سباتهم الشتوي والصيفي والتوجه نحو البعد القومي العروبي وتحرير القدس أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يحررون فلسطين.هذا الكلام يعرفونه جيدا لذلك لما توجه شخص بسؤال الى احد ضباط جيش الاحتلال مفاده متى تتحرر فلسطين؟ فرد عليه أنه حينما يتوحدون وقتها يمكن الحديث عن تحرير فلسطين.فالقضية الفلسطينية قضية ذات بعد ديني قومي بالأساس ولا تسقط بالتقادم.وأما عن تحصن المقاتلين الفلسطينيين داخل الانفاق فقال الرئيس الراحل شارون أن اسرائيل تحارب النمل.وحماس تمارس نوعا من الحروب الخاطفة ضمن حرب العصابات ولها تكتيك حربي مذهل خصوصا وأنها تبث مقاطع فيديو لمقاتليها عبر قناة الجزيرة لضرب معنويات الجنود الاسرائيليين والقادة.فالحرب النفسية جزأ لا يتجزأ في الحروب ضمن الحروب المعاصرة التي تكسب بالذكاء والدهاء والتخطيط ولم تعد الحروب تكسب بالقوة العسكرية بل بالفطنة والتخطيط السليم والذكاء و الحكمة السياسية وحسن التدبير.لذلك نرى اسرائيل عاجزة عن الدخول في حرب شوارع في غزة مع فصائل المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي هذا إذا ليست ضد متساكني غزة جميعا نساء ورجالا وأطفالا.فغزة الحاضنة الشعبية للمقاومة التي تغذيها بالشجاعة والثبات والتقدم والتضحية والشهادة في سبيل قضيتهم.