درنة المدينة النائمة أسفل وادي الموتالسيول العارمة تحصد أرواح أكثر من 11 ألف ضحية
جمال الدين العزلوك
وصل عدد قتلى الفيضانات في ليبيا إلى أكثر من 11 ألفاً و20 ألف مفقود من بينهم مصريين وسودانيين وبعض الجنسيات الوافدة .وتدخلت فرق إغاثة دولية من تونس والجزائر واسبانيا والإمارات وبنغلادش وتركيا ومالطا وفلسطين وعدة دول أخرى.لكننا سنسلط الضوء على وادي درنة وأسباب اندلاع الكارثة.
يبلغ طول وادي درنة 60 كيلومترا ويتصل بوديان أخرى بالجبل الأخضر وبه سدين.القدرة التخزينية للسدين حوالي 24 مليون متر مكعب من المياه أما خزانهما الطبيعي المتشكل في الوديان تبلغ مساحته 575 كيلومتر مربع.في حين أن كميات المياه التي تراكمت خلال العاصفة أكثر من 110 مليون متر مكعب في أنحاء الوادي جنوب السدين.
سدي البلاد وبومنصور :
السد الأول هو سد البلاد يقع على بعد 1 كلم من المدينة والسد الثاني هو سد بومنصور ويبعد عن المدينة 13 كلم.السدين تم إنشائهما في السبعينيات لحماية درنة من جريان الوادي وخسائره.بعد وصول العاصفة دانيال تجمعت الأمطار الغزيرة في الحوض الطبيعي لسد بومنصور في الثانية ليلا وقع ما لم يكن في الحسبان.انهار سد بومنصور واندفع بقوة شمالا إلى سد البلاد معلنا بداية أول فصول الكارثة.ثوان قليلة وصل بعدها سيل الموت إلى السد الثاني ليقتلعه في لمح البصر ويكمل طريقه ويكمل طريقه نحو الأسفل في اتجاه المدينة .
صخور وأشجار وملايين الأطنان من المياه مندفعة من أعلى جبال درنة جنوبا إلى أسفلها شمالا.حيث كان السكان مع موعد مع الخراب العظيم ووفقا للتقديرات فإن ارتفاع موجة المياه التي لطمت المدينة مرة واحدة كانت بارتفاع 30 مترا تقريبا.وهو رقم أعلى بمرتين من ارتفاع تسونامي توهوكو الذي ضرب اليابان سنة 2011.رقم يقدم تفسيرا عن سبب العثور على سيارات وأشجار وجثامين معلقة فوق أسطح مبان من 6 طوابق وأكثر.وهو ما يفسر أيضا سبب اقتلاع الجسور الخمسة التي تربط شرق المدينة بغربها علما أن ارتفاع أحدها يتجاوز 15 مترا إلا أنه اختفى من الوجود.أما عرض الوادي فكان ما بين 39 مترا و100 مترا .أما اليوم فقد تجاوز عرضه كيلومتران وبين هذه المسافة وتلك آلاف الأرواح التي انتزعها من البيوت وقذف بها في عرض البحر.
كارثة عظيمة غير مسبوقة في تاريخ البلاد والمنطقة حطت على رأس درنة التي كانت تجهل بأنها تنام أسفل وحش كان يتحين الفرصة لها منذ 15 سنة للانقضاض عليها والتهامها.