حوار مع الإعلامية سارة بانة حول القضية الصحراوية الجزائرية
تصنف قضية الصحراء الغربية على أنها من أقدم النزاعات الأفريقية التي خلفها الإستعمار ومازالت تستنزف الموارد والمستعصية على الحلول التوافقية.
سارة بانة شابة جزائرية مولعة بالمغامرة و حب المعرفة , بداية تجربتي الميدانية مع عالم الإعلام كانت في سن 18 عام, لتستمر الرحلة ليومنا هذا مع الكثير من التحديات , مع العلم أنني متخرجة من جامعة علمية و خضت تجارب عديدة خارج الإعلام كالتدريس في مركز تدريب اللغات التابع للجامعة .
1من خلال زيارتكم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين،ماهي الصورة التي تشكلت لديكم حول القضية الصحراوية،والشعب الصحراوي والواقع الذي يعيشه داخل المخيمات؟
هي صورة جميلة عموما عن شعب مضياف وكريم رغم إكراهات الواقع، أما عن القضية الصحراوية فهناك تبين لي جدا أن اللاجئون وعلى عكس ما يحاول الكثير الترويج له، متمسكون جدا بقضية تحرير أراضيهم، تصوري زميلتي أن من بعض العادات اللافتة التي لطالما سادت في المنطقة، هي شرط قبول تزويج البنت مرتبط بانتماء الرجل للجيش الصحراوي ، رغم أن الشعب يبدو مسالما جدا وبسيطا، الا أن تحرير أراضي الصحراء الغربية قضية مقدسة هناك.
2ما الدور الذي تلعبه زيارتكم لتعريف بحال الشعب الصحراوي والظلم المفروض عليه؟
بالنسبة لي زيارتي كانت غير كافية لنقل كل ما أردت التطرق له، هناك أسرار كبيرة عن القضية العالم لا يعلم بها، رغم قصر المدة سعيت لإنجاز عدد كبير من التقارير بالتعاون مع قناة اليوم التي كنت موفدتها في تلك المناطق، لامست ردود أفعال وتلقيت كلمات شكر للقناة من مسؤولين هناك وصفوا الحادثة على أنها كسر للتعتيم عن القضية، خاصة وأن القناة تبث من سوريا.
3_أهم أهداف هاته المبادرة الإعلامية أو الزيارة التي قام بها سارة بانة؟
الهدف الأول و الدائم هو الفضول الإعلامي والرغبة في الاقتراب من الحدث حتى تتضح الرؤى، أما بعد الوصول فكان الهدف إنسانيا بالدرجة الأولى لأنني مكثت في المخيمات مع اللاجئين وكنت أعيش ما يعيشون من معاناه.
_4كيف كانت الأوضاع الصحية في ظل انتشار وباء كورونا؟
هناك مؤشرات عن انتشار فقد الدم وغيرها من مشاكل صحية قرأت عنها في تقارير سابقة، لكن بالنسبة لأزمة كورونا فمن خلال ما رصدته من قبل المواطنين لم يكن هنالك التزام ولا انتشار مقلق، لأنه وكما تعلمين المكان عبارة عن مخيمات والحياة جد صعبة، فلا يمكن ابدا الالتزام بأي بروتوكول في تلك الأوضاع، تخيلي حتى المراحيض تعتبر مشتركة، وأحيانا كنت أقطع عشرات الأمتار للعثور على واحد، فكيف يمكن أن تفكر في الالتزام في ظل هذه الظروف؟
5ماهي الوضعية الاقتصادية للشعب الصحراوي في ظل هاته جائحة؟
وضعية صعبة بالنسبة لسكان المخيمات والمناطق المحررة، حسبما اطلعت عليه من خلال الحديث مع عدة مواطنين ان البعض يعيش على منحة لا تتجاوز عشرين ألف دينار في الثلاثة أشهر، فتصوري بعد الغلق كيف زادت المشاكل، معضم السكان يعيشون على الإغاثات وكان فخر وشرف لي أن استمع لفرحة الناس بالهبات التضامنية الجزائرية التي ترسل كل مرة، أتمنى أن يظل بلدي خدوما للإنسانية وأن نتقدم أكثر، علنا نصبح قبلة لكل المقهورين.
_6ماهي نظرتكم لمستقبل في ظل هذا الصراع؟
بعد خرق اتفاقية وقف إطلاق النار ومن خلال تصريحات الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الصحراوي لقناة اليوم، حاليا هناك تمسك الجبهة بالمواجهة العسكرية من أجل تحرير أراضيها، السكان هناك عشوا الويلات ولم تعد قضية الموت والحياة مهمة، بالنسبة لهم يجب أن تتحرر الأراضي، قبل أيام فقط تصريحات لتحالف اوربا الوسطى والشرقية أكد فيها تضامنه مع القضية، اتفاقية انترباص التزمت فيها الاتحاد الاوربي مع المغرب في احترام الحدود كونه يعتبرها منطقة نزاع عكس ما تم الترويج له بعد تصريحات ترامب التي تضمنت الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، والتي يبدو من خلال آخر المستجدات ان إدارة بايدن لن تتبنى القرار خاصة بعد مطالبة العديد من الدول بتجديد بعثة المونيرصو وإحداث استفتاء شعبي يمكن الشعب من تقرير مصيره، أيضا لا ننسى موقف الاتحاد الأفريقي الذي يستنكر موقف المغرب، ومن المعلوم زميلتي ان الصحراء الغربية تعتبر عضو مؤسس ولذلك من الصعب أن يتخلى عنها، دون ذكر مواقف بلدان محورية في الاتحاد الأفريقي كالجزائر وجنوب أفريقيا، مملكة لوسيتو التي استنكرت أيضا الخرق بعد زيارة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم في الشهور الأخيرة.
والأهم من كل ذلك الترويج الإعلامي للقضية والذي كان للمقايضة من خلال الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية و اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني أثرا إيجابيا عن القضية او ما يسمى تأثير الفراشة في التسويق، حيث عرفت القضية رواجا كبيرا في العالم بعد أن كانت شبه مغيبة.
7انطلاقا من الوضع الحالي،كيف ترون مستقبل القضية الصحراوية؟
لا يمكن أن اتوقع شيء ولكن من خلال المعطيات اعتقد أن الحل الامثل هو تمكين الشعب من تقرير مصيرها والأرض لمن حررها.
حوار الصحفية الجزائرية سمية عبان