حراير المكتبات يكسبن الرهان و يحلقن عاليا بقيادة الرائع الياس الرابحي
المتأمل في الشأن الثقافي في تونس عامة و في مؤسسات وزارة الثقافة خاصة يلاحظ و ببساطة تغيير واضح و جلي في ترتيب ” بطولة ” المؤسسات حيث أن القادم من بعيد و هو المكتبات العمومية يتصدر المشهد و يفتك دور البطولة من دور الثقافة ، و التي حافظت بدورها على روتين تنظيم العروض و فقط ، و لعل هذا التغيير ناتج عن عدة عوامل أهمها :
قيادة رشيدة و نموذجية لالياس الرابحي:
حقيقة لا يختلف فيها عاقلان : هي أن المدير العام للمكتبات العمومية الياس الرابحي و منذ تعيينه على رأس هذا القطاع أحدث ثورة حقيقية ، إذ و على عكس أغلب المسؤولين فإن الرابحي تفرد ببرنامج عمل هادف فعلا و استراتيجية واضحة المعالم ، و بمعاملة نموذجية مع منظوريه تقوم على حسن التواصل و الاحترام و إعطاء كل ذي حق حقه و برامج عمل مسترسلة ، نجح الرابحي في خلق مجموعة عمل متجانسة تسهر على تجسيد المشروع على أرض الواقع ، فمشروع جعل المكتبة العمومية مؤسسة رائدة و مشعة في محيطها و تبث الحياة لمن حولها و تركيز العمل على الكتاب و أهميته كمحور أساسي للعمل، أصبح مشروعا مجسدا على أرض الواقع نلمسه من تعدد التظاهرات و لعل أهمها المسابقة الوطنية للمطالعة و مصيف الكتاب …
مديرات رائدات :
رغم وجود العنصر الرجالي، و هو نادر في خطة مدير للمكتبة الجهوية كالمحترم سعيد القليعي في القيروان ، الا ان وجود العديد من النساء المتألقات و المتميزات و المؤمنات بمشروع الرابحي في وضع المكتبات في الريادة ، مثل نقطة قوة و زاد و دعم نجاح هذا المشروع حيث أن أمثال فتحية بناني مديرة المكتبة الجهوية بالقصرين و فاطمة الصخري في زغوان و معالي الشتوي في توزر و زينب المزي في الكاف و زميلاتهن في بقية الولايات . مثل دعامة أساسية لهذا النجاح ، و بكفاءتهن العالية و اصرارهن على التميز و سعيهن على الارتقاء بالكتاب و بقطاع المكتبات عموما ، الأمر الذي جعل قطاع المكتبات يكسبن الرهان و يفتك الصدارة من دور الثقافة رغم تباين الإمكانيات و خاصة المادية منها . فالف شكر لقطاع المكتبات و ليت كل المسؤولين كإلياس الرابحي و فريقه .
حيدر قاسمي