تنسيقية اعتصام الكامور تتحول إلى طرف هام في السلم الاجتماعي والاقتصادي بتطاوين
قبل تشكل تنسيقية اعتصام الكامور و اندلاع ما يسميه أهالي تطاوين هنا الانتفاضة قبل سنة سبع عشرة وألفين كانت مدينة الثروات الطبيعية تطاوين مجرد رقعة جغرافية حدودية منسية. فحتى في الإعلام التونسي تكاد تكون أخبار الطقس بالجهة مغيبة عمدا وينتقلون من مدنين مباشرة إلى البرمة أين تتركز الثروات الطبيعية غاز ونفط.
كان الأهالي ينتظرون تحرك الحكومات المتتالية لرسم سياسة اقتصادية اجتماعية وتوفير مناخ اجتماعي ملائم .ولكن جميع الحكومات تخلت عن تطاوين ولكن تهرع إليها أثناء الحملات الانتخابية .ففي نظرهم ولاية كتطاوين هي خزان انتخابي مهم مستغلين تاريخ أجداد الأهالي والصىراع اليوسيفي البورڨيبي.
اعتصام الكامور سبقته العديد من التحركات الاجتماعية ولكنها فشلت بسبب يأس الشباب وطوقهم إلى الهجرة عبر القوارب من سواحل ليبيا وصفاقس وجرجيس وجربة…أو التوجه نحو صربيا أو تركيا للهجرة برا انطلاقا من هناك.
أما نواب الجهة فلا حياة لمن تنادي وفروع منظمات عريقة كالاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة اتحاد الصناعة والتجارة وأخرى مهتمة بحقوق الانسان وهيئة المحامين… تكبلهم بيانات رؤسائهم المتواجدين بتونس العاصمة وبالكاد تربطهم علاقات بلوبيات النفط والمال والسفارات الأجنبية.
الكامور هو صوت خرج من أعماق الصحاري القاحلة بالظاهر والكامور.صوت بنبرة غاضبة أطلقها شباب مهمش لا يعلم شيئا عن ثرواته الباطنية يطالب فقط بالحق في الشغل والمساواة مع شباب المناطق الساحلية.وتلقفت الأحزاب التي تسعى إلى إثارة الرأي العام وأصبحت تتحدث عن تأميم الثروات .وهنا أوجه سهام أسئلتي إلى حركة النهضة وائتلاف الكرامة أين أنتم من تأميم الثروات ؟ لماذا تريدون دائما أن تخرجوا إلينا بعد خروج الشباب وبعد الاعتصامات ؟ لماذا لا تبادروا وتتوجهوا إلى مجلس نواب الشعب وفتح جلسات نقاش حول التأميم وكشف الحقائق؟
اليوم أصبحت تنسيقية اعتصام الكامور طرف هام في المعادلة الاجتماعية في تطاوين وقوة شارع لا يستهان بها. حتى أن دور النواب والمنظمات العريقة أصبح غائبا تماما في الشارع التطاويني.علما وأن اتفاق الكامور الثاني الذي أبرم مع الحكومة السنة الماضية شاركت في صياغته وفود استدعتها التنسيقية حسب كلام طارق الحداد الناطق الرسمي لتنسيقية الكامور. بالتالي الاتفاق أتى به الشارع ولم يكن هدية من هدايا الحكومات أو الأحزاب ولولا الضغط والاعتصامات في القر وإغلاق محطة الضخ لما التفتت الحكومة إلى تطاوين.إذن نحن في عصر التنسيقيات والضغط في الشارع وهذه النتيجة أسست لها الحكومات المتعاقبة التي لم تهتم بتنمية الجهات المهمشة وركزت على الصراعات والتجاذبات السياسية وتركت مواطنيها في مهب الريح.وصدق من قال يا حليل لما عندوش فانة.
فخيبة أمل المواطن في تطاوين مثلا سببه تغيب نواب منتخبين عن أنصارهم ما أسس تنسيقيات في الجهات.
مقال رأي : جمال الدين العزلوك