الحرب الغزية -الاسرائيلية:حرب دولية بالوكالة تجاوزت القضية الفلسطينية لغايات أخرى
جمال الدين العزلوك
الفرق بين الغربي سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو اللا ديني والمسلم هو أن الغرب لا يؤمن بالشعارات والأحاسيس والعواطف وخصوصا اليهود المتحكمين في كل شي في العالم (عالم المال والأعمال).فهم يفكرون ويؤمنون بالعلم والدراسات وتحديد بنك الأهداف المستقبلية. بينما نحن العرب وللأسف شعوب عاطفية نؤمن بالشعارات وهذا جميل ولكن التغلب على اليهود وتحرير فلسطين يكاد يكون شبه مستحيل حسب رأيي.
الشعوب العربية لا تهتم كثيرا بالدراسات والمخططات القائمة على أسس علمية بحتة. وأتاحوا الفرصة لإسرائيل بالتخطيط وتحديد الأهداف التي سيتم قنصها من خلال اغتيال عناصر المقاومة الفلسطينية ولهم جهاز استخبارات(الموساد) يلاحق عناصر المقاومة ويقوم بتصفيتهم واعتقالهم ولو بعد سنوات طويلة.ولن نتحدث عن تفاصيل نجاحهم الاستخباراتي والعلمي وانتاجهم العسكري وتفوقهم التكنولوجي المتمثل في القبة الحديدية على سبيل المثال لا الحصر.بل سنتحدث عن مسألة أخرى وهي تداخل دول عديدة في القضية الفلسطينية. وكل دولة لها مصالح معينة في هذا التدخل.
حتى أن القضية الفلسطينية خرجت من الفلسطينيين لتكون أوراق ضغط لدول عديدة.فماهي هذه الدول ؟وماهي مصالحها في فلسطين والمنطقة ؟ وأي وسائل الضغط التي تستخدمها في فلسطين المحتلة؟
–غزة -حماس والدول الداعمة:
في مقالين سابقين تطرقنا إلى أن حركة حماس ذات التوجه الديني تحكم غزة. وهي الفصيل السياسي المسلح رقم واحد.قادتها وأبرز عناصرها يتواجدون بين غزة وتركيا وسوريا ولبنان والاردن وقطر.أبرزهم اسماعيل هنية وخالد مشعل.والحركة ليست شيعية بل سنية وقيل أنها انفصلت عن جماعة الإخوان المسلمين.وتحظى بدعم مالي وعسكري ومخابراتي بارز من قطر وإيران وتركيا .ودخلت دول أخرى إلى هذا الحلف وهي روسيا وكوريا الشمالية من خلال تقارير استخبارية أمريكية توصلت إلى أن قذائف الآ ربي جي ومضادات دروع وصلت حماس من كوريا الشمالية عبر شبكات تهريب جوا وبحرا وبرا .حتى أنه تم ضبط طائرة هبطت في تايلاند سنة 2009 كانت تحمل أسلحة متجهة إلى إيران ليتم إيصالها الى حركة حماس حسب مخططات تهريب سرية.وهو ما جعل الغرب وعلى رأسهم أمريكا يصنفون حركة حماس “حركة إرهابية” منذ بداية الألفية. لأنها في نظرهم قامت وتقوم بإطلاق الصواريخ نحو صديقتهم تل أبيب وترويع مواطني الدولة العبرية.
مصالح حلفاء حماس في غزة والشام عموما:
حلفاء حماس المباشرين هم إيران وقطر وتركيا وغير المباشرين هم روسيا والصين وكوريا الشمالية.أما أنصار القضية الفلسطينية فهي دول تقع في أمريكا الجنوبية كفنزويلا والبرازيل وكولومبيا …ودول افريقية لها ثقل اقتصادي كافريقيا الجنوبية وهم حلفاء غير مباشرين واوروبيا النرويج ومنظمات وحركات حقوقية اوروبية ودولية.
أ-مصالح الحلفاء المباشرين:
أهم دولة تدعم حركة حماس عسكريا هي ايران. وهذا الدعم من أجل الانتقام من امريكا واسرائيل والغرب. ومن أجل الضغط لصالح الملف النووي الإيراني.كما أن تل ابيب اغتالت علماء ايرانيين سابقا. وأما قطر فتدعم ماليا من أجل لعب دور عربي دولي ولغايات سياسية وإعلامية وتحويل قناة الجزيرة إلى أبرز بوق إعلامي دولي.وأما تركيا فتدعم للضغط على الغرب والمناورة السياسية باعتبار أن حركة حماس لها ارتباطات إخوانية.وإيران وتركيا أبرز حلفاء لروسيا والصين وكوريا الشمالية هي حليف مهم جدا للروس والصينيين وتدعم روسيا عسكريا في حرب اوكرانيا.وبالتالي السيطرة على الشام وطرد الولايات المتحدة والغرب من دول الشرق الأوسط والخليج الغني بالنفط والثروات.-حلفاء تل أبيب :
أمريكا واوروبا الغربية (فرنسا المانيا بريطانيا بروكسل اسبانيا ايطاليا هولندا سويسرا اكرانيا…).يدعمون الدولة العبرية ماليا وعسكريا للسيطرة على الشرق الأوسط والحد من قدرات الدول العربية عسكريا واقتصاديا. وإشعال الحروب وقتل العرب والوصول إلى منابع النفط في سوريا والعراق والخليج أيضا.إضافة إلى التجسس على السعودية وإيران ومصر والأردن…وقال جو بايدن منذ فترة قصيرة أنه سيدعم تل أبيب وأكرانيا ولا هدف إلا النصر من أجل الأمن القومي للغرب عموما باعتبار اسرائيل دولة غربية.وبالتالي يمكن أن نقول أنها حرب باردة بين روسيا وأمريكا على الأراضي الفلسطينية المحتلة.