أخبارأخبار عالميةسياسة

التغطية الإعلامية لمأساةالشعب الفلسطيني:سقوط أخلاقي مدوي للإعلام الغربي

جمال الدين العزلوك

منذ السابع من أكتوبر2023 وبعد غزوة مستوطنات غلاف غزة شرعت الدولة الصهيونية في ارتكاب مجازر بشعة ضد الانسانية وانهالت على القطاع المنكوب أصلا بالقنابل والصواريخ.لكن القصص الخبرية بين الاعلام العربي والغربي شهدت تناقضا واختلافا شكلا ومضمونا في نقل ملحمة طوفان الأقصى التاريخية. وهي خامس معركة بين حماس وغريمتها تل أبيب.فمن ناحية السلوك وأخلاقيات الصحافة وحقوق الانسان سقطت محطات اعلامية غربية كبرى.وفي هذا المقال نبحث عن أوجه الاختلاف من ناحية التغطيات الاعلامية و تجليات الخروقات الأخلاقية.

1 -تغطية الاعلام الغربي لأحداث غزة
ما يميز تغطيات الاعلام الغربي الأوروبي والأمريكي على حد السواء، وهذا ليس بغريب أو جديد، هو بث الشائعات لتوجيه الرأي العام الغربي لضرب معنويات غربيين متعاطفين مع القضية الفلسطينية بشكل أساسي ويستهدف بشكل عام المقاومة الفلسطينية المسلحة .كبث اشاعة ذبح ثلاثين رضيعا اسرائيليا يوم السابع من أكتوبر عندما اقتحم مقاتلي حماس الجدار الفاصل ليتبين بعد ذلك أنها اشعاعة أطلقها نتنياهو والصور تم صناعتها بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحويل صورة كلب على أنها جثة طفل اسرائيلي تم حرقه عمدا حسب الاعلام الصهيوني.هذه الاشاعة تبناها البيت الأبيض ممثلا في الرئيس الأمريكي جو بايدن.ولكن سرعان ما تم تكذيب الاشاعة بعد التحقق من قبل بعض الوسائل الاعلامية الأمريكية.ومن بين الخروقات الأخرى للاعلام الغربي التحيز المطلق للكيان الصهيوني وشرعنة همجية ووحشية جيشه.علاوة على تضارب المعلومات المظللة ونشر أخبار مجهولة المصادر، وبالتالي عدم المصداقية والموضوعية والنزاهة في نقل الأحداث.

2 -الاعلام الغربي يمارس الاتصال السياسي
محطات غربية تدعي العراقة ثبت سقوطها الأخلاقي متغاظية عن قتل الالاف من النساء والأطفال والشيوخ في فلسطين المحتلة.وقصف مستشفيات غزة وساحاتها كقصف مستشفى الأهلي بغزة وعدم ادانة قادة الاحتلال وعدم تحميل المسؤوليات وعدم التعبير عن أي حزن أو ألم اتجاه أطفال وضحايا غزة الأبرياء.كما لم تتم ادانة تهجير متساكني شمال غزة ونعت وزير الدفاع غالانت الفلسطينيين والعرب ب الحيونات. وأبرز هذه المحطات والمنصات الغربية فرنسا 24 بي بي سي سي ان ان فوكس نيوز وصحف ووكلات أنباء عالمية رويترز وفرانس برس وصحف كالواشنطن بوست ونيويورك تايمز والتلغراف …اذن التغطيات منحازة ولا تتوقف عن نعت المقاومة بالارهاب وتجنب مفاهيم الاستقلال والتحرر والرد الشرعي وتغييب أوصاف العدوان والجرائم عن الكيان والدعاية، وممارسة الاتصال السياسي للحكومة الاسرائيلية المتطرفة والاصرار على شرعية الدفاع عن النفس حتى لو مسحت كامل غزة بالصواريخ.فالغاية تبرر الوسيلة في نظرهم .

3 -تغطية الاعلام العربي
ارتكبت وسائل اعلام عربية عديدة خروقات أخلاقية وقانونية جسيمة ببث مقاطع فيديو تظهر وجوه الأطفال والمدنيين المتوفين.والأصل أن هنالك حرمة للأموات عموما ولا يجوز أخلاقيا ومبدئيا نشر صورهم وخاصة الرضع والأطفال .وبالتالي كرامة الانسان المتوفي فوق كل اعتبار.كما أن التغطيات الاعلامية العربية لملحمة طوفان الأقصى اتسمت بتركيز الحديث عن العلاقة مع ايران وطرق تسليحها وارتباطاتها الخارجية… كالعربية والحدث الخليجيتين. علاوة على تسلل بعض الأخبار الزائفة والسعي نحو السبق الصحفي.
وأما قناة الجزيرة القطرية فهي أبرز القنوات عربيا وعالميا في التغطيات طوال اليوم ولكن يبدو أنها سقطت أيضا في مأزق بث صور أطفال وأشخاص متوفين بسبب القصف المتواصل.وبثت صور للجثث الملقية في الشوارع.والسعي نحو السبق الصحفي وتعريض سلامة طواقمها الاعلامية في غزة والضفة والحدود اللبنانية للمخاطر.وهنا نطرح مشكل سلامة الصحفيين واستهدافهم من قبل الجيش الاسرائيلي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى