استعداد مقاهي تطاوين لرمضان: بين الاستعداد وغول الحجر الصحي الشامل
يستعد أصحاب المقاهي في تطاوين قبل شهر الصوم كديدنهم كل سنة في تكديس السلع والمعسل والماء المعلب والقهوة.كل حسب طاقته وماله.
الكثير من أصحاب المقاهي في رمضان قبل وباء الكورونا يقومون بالاستعداد جيدا لشهر الصيام موسم السهر والسمر ولقاء الأصحاب بعد يوم شاق من الصيام والطقس الحار في تطاوين. فتراهم يغيرون كؤوس الشاي والقهوة والشيشة ولوازمها ويبحثون عن أفضل أنواع فحم الشيشة والقهوة.ويذهب بعضهم إلى طلاء واجهات المقاهي وتغيير الديكور الداخلي والكراسي والثلاجات أوهدم حائط وبناء آخر ويبحثون عن أمهر الصنايعية في الجبس (ڨورجة وبلافون) وأفضل دهان وأفضل عامل بناء و تبليط ورخام…استعدادا لاستقبال ضيوفهم بعد الإفطار الذين ينتظرون الاكسبراس والنيكوتين بفارغ الصبر فبعد الإفطار بقليل سرعان ما تعج المقاهي بالحرفاء فيهم من ينتظر فتح المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح وفيهم من ينتظر الأصدقاء للعب الورق والضحك وتبادل النقاشات ووجهات النظر.
والكثير لا يوفقون في إنهاء الأشغال قبل رمضان وتراهم يكدسون مواد البناء ويسارعون الخطى لإنهاء الأشغال. كيف لا ورمضان شهر السهر ولعب الورق الشكبة والرامي والدومينو وبالتالي مرابيح كثيرة تسدد ديونهم وضرائبهم الكثيرة وتخلصهم من شبح الإفلاس.
أما أصحاب المقاهي الصغيرة في تطاوين فيغيرون فوانيس المقهى وهناك من يغلق المحل في شهر رمضان للاهتمام بصلاة التراويح والركون للراحة السنوية.
السنة الفارطة في ظل الحجر الصحي الشامل كانت المقاهي مغلقة وتذمر العشرات من أرباب المقاهي وفيهم من خير بيع المقهى وتسريح العمال بعد وطأة الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة واللجنة الصحية التي كانت قاسية في نظرهم ولم ترحمهم.
هذه السنة في ظل احتقان الوضع الاجتماعي في تطاوين يخشى العديد عودة الحجر الصحي الشامل في البلاد بعد ورود أنباء عن تفشي الكورونا من جديد بين الناس متمثلة في السلالة البريطانية الجديدة للكورونا وعادة ما تسمع ظهور بؤر للفيروس في مناطق من الجهة ككرشاو والصمار ووسط المدينة…وبالتالي فإن الحجر الصحي الشامل بمثابة الغول الذي يهدد أصحاب هذه المهن. وقد يضطر السواد الأعظم منهم الى البيع وتغيير العمل أو الهجرة. فالأزمة الاقتصادية في الجهة خانقة ويوميا يعبر العديد عن سخطهم وتذمرهم لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تطاوين وفي تونس بصفة عامة.علما وأن هنالك مماطلة في تطبيق اتفاق الكامور ومعمل الجبس في وادي الغار مغلق .اذ يشغل هذا المنجم الكثير من العمال الذين يعيلون أسرهم.
رئيس الحكومة مؤخرا صرح أنه لا يمكن عودة الحجر الصحي الشامل نظرا إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد عموما. كما أن هذه الاجراءات غير ناجعة في نظر الكثيرين بل زادت الماء على الطين (زيد الماء زيد الدقيق).
وبعد هذا التصريح لرئيس الحكومة استبشر العديد من المواطنين لكنهم لم يخفوا هلعهم وقلقهم من تدهور المنظومة الصحية.
جمال الدين العزلوك