أخبار وطنية
المستجدات

واقع وآفاق الصناعات التقليدية في زمن العولمةالقصرين، 20 فيفري 2025

انعقدت بالقرية الحرفية بمحافظة القصرين التونسية اللجنة الفنية المكلفة بانتقاء المترشحين في فضاء الباعثين الجدد ضمن فعاليات الدورة 41 لصالون الابتكار في الصناعات التقليدية. شهدت هذه الفعالية حضور ممثلين عن الديوان الوطني للصناعات التقليدية، إلى جانب ممثل عن اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في شخص السيدة سلاف غضباني، وكذلك ممثل عن فضاء المبادرة السيد حسن.

بين الحداثة والتراث: رؤى الحرفيين

أدلت دنيا عزوزي، مصممة أزياء عمرها 33 سنة وصاحبة مشروع منذ عامين، بشهادتها حول تجربتها في قطاع الصناعات التقليدية، حيث تنشط في هذا المجال منذ سنة 2014. أكدت دنيا أن “الدنيا في تطور، وتراثنا يجب أن يتطور معنا”، موضحةً أنها تحرص على إدخال لمسات تقليدية على جميع منتوجاتها، حتى وإن كانت عصرية، حيث قامت مؤخرًا بصناعة غلاف لمفكرة وقواعد لكؤوس القهوة بلمسات تقليدية. كما أوضحت أنها تحظى بدعم العائلة وتستشير شقيقاتها في كل فكرة جديدة.

من جهتها، صرحت هيفاء بن نصرة، الحرفية في النسيج اليدوي البالغة من الغمر 31سنة ، بأن حبها لهذه الحرفة نشأ منذ الطفولة، إذ توارثتها عن جدتها وأمها رغم أنها مهندسة طاقة وعلوم بيئية. أكدت هيفاء أنها تسعى إلى دمج اختصاصات مختلفة مثل الخشب والحلفاء مع النسيج لإنتاج منتوج متكامل يعكس التراث التونسي، مضيفةً: “نحن بصدد تطوير فكرة تجمع بين الصناعات التقليدية والتكنولوجيا، لكن لا يمكنني الكشف عنها الآن”.

التحديات والمرافقة الرسمية

في هذا الإطار، أكد السيد حسن، ممثل فضاء المبادرة، أن هناك برنامجًا متكاملاً لمرافقة الباعثين الشبان ودعم مشاريعهم بما يتماشى مع احتياجاتهم، وفق سياسة وضعتها الدولة لدعم هذا القطاع الحيوي.

أما السيدة سلاف الغضباني، ممثلة اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، فقد شددت على أهمية مرافقة الباعثين الجدد لضمان توفير بيئة عمل مناسبة تتيح لهم الابتكار والتطوير، مشيرةً إلى أن “العولمة ليست عائقًا أمام الصناعات التقليدية، بل على العكس، نلاحظ أنها ما زالت حاضرة بقوة في المناسبات والأفراح والمهرجانات، كما أن المنتجات التقليدية تزين المنازل والمكاتب والدكاكين، ما يثبت أنها صالحة لكل زمان ومكان”. وأضافت أن الاتحاد يعمل بشكل متواصل على توفير فرص تسويق أوسع للحرفيين عبر المعارض المحلية والدولية، وتقديم الدعم التقني والإداري لمساعدتهم في تحسين جودة منتجاتهم. كما دعت الجهات المعنية إلى تقديم تسهيلات أكبر للحرفيين من خلال منح قروض ميسرة وتحسين سلاسل التوزيع لتوسيع انتشار المنتجات التقليدية في الأسواق الوطنية والعالمية.

القصرين: موروث ثقافي غني وآفاق واعدة

تزخر ولاية القصرين بموروث ثقافي غني يعكس تنوع الصناعات التقليدية، من النسيج إلى الخزف والخشب والحلي التقليدي و الحلفاء و الاعشاب الجبلية و تقطير المياه والزيوت الطبيعية وصناعة الصابون التقليدي من هذه المنتوجات العشبية. هذه الصناعات لا تمثل فقط مورد رزق للحرفيين، بل هي أيضًا هوية ثقافية تستحق الدعم والتطوير لمواكبة العصر دون التفريط في أصالتها. ومع وجود مبادرات لدعم الباعثين الشبان، يبدو أن مستقبل الصناعات التقليدية في القصرين يحمل آفاقًا واعدة، حيث يسعى الحرفيون إلى إيجاد التوازن بين الحداثة والتراث للحفاظ على هذا الموروث وتطويره بما يتماشى مع متطلبات السوق المحلية والعالمية.


              بقلم الاعلامي رمزي المحمدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى