أصحاب الشهائد العليا و غياب الشغل
اصحاب الشهائد العليا متضررين من نظام تعليم جامعي لا يواكب طلبات اسواق الشغل في تونس والخارج والكثير من الشعب تضم الآلاف من العاطلين عن العمل كالشعب الأدبية والقانون.الالاف من التونسيين خريجي الجامعات العمومية لقوا انفسهم في بطالة مستمرة منذ سنوات. ولا جديد ولا إصلاح للتعليم ولا بوادر من الدولة لتشغيلهم وتحسين وضعياتهم.
التقينا اليوم في مدينة المرازڨة غير بعيد عن بعض الفنادق السياحية الشاب عبد الرزاق ربعاوي خريج جامعي اختصاص علم اجتماع وطالب سنة ثانية ماجستير قدم من ولاية سيدي بوزيد للبحث عن عمل وقد وجد ضالته في فندق و طلبوا منه بعض الوثائق لقبوله في عرض شغل غسل الأطباق والأواني.
بحسرة وشعور بالخيبة والمرارة قال عبد الرزاق أن “ولاية سيدي بوزيد مهمشة ولا يوجد فيها مواطن شغل ولا مصانع ولا فنادق يمكن ان تقلص من نسب البطالة في صفوف الشباب.بينما الفلاحة موسمية وليست قطاعا واعدا ومربحا في مدينة البوعزيزي الذي فجر الثورة التونسية ديسمير 2010”.صمت قليلا وتمتم ثم أضاف أن “الكثير من الشباب التونسي فضلوا الهجرة غير الشرعية عبر البحر. وهذا القرار يعتبر حلا من الحلول لأن تونس لا يوجد فيها عروض شغل ولا مناظرات عمومية شفافة وموضوعية ونزيهة”.وبخصوص اختصاص علم الاجتماع أشار محدثنا الى أن “الاختصاص في حاجة الى قانون أساسي لانتداب خريجي هذه الشعبة او قبولهم للعمل في مرافق عمومية للحد من نسب البطالة”.
وبخصوص العمل في الفنادق أكد أن “الشباب لا خيار أمامهم سوى العمل لكسب قوت العيش وسداد ايجار المنزل وتحسين الظروف المادية لأنه إذا رفض العمل فلن يعطيه أي شخص المال او يقدم إليه هبة أو مساعدة وغول الإفلاس والجوع والحرمان يخيم أمامهم”.
هذا شاب من بين الآلاف من الشباب الذين ضحوا ودرسوا ولكنهم لم يجدوا فرص وحظوظ تمكنهم من العمل ولم يجدوا أي مساندة ودعم من الدولة التي سلمتهم الشهائد وتخلت عنهم.فلا برامج تشغيل ملائمة ولا عقود شغل ولا تنمية فلاحية أو صناعية داخل الجهات المهمشة ولا حلول أمام شباب الجهات الداخلية إلا الهجرة السرية من السواحل إلى السواحل الأوروبية.
جمال الدين العزلوك