العشر وما أدراك مالعشر ؟!
الكاتبة والأديبة – حنان بنت حسن الخناني – المدينة المنورة
هانحن على أبوابِ أيامٍ مباركة، فضّلها اللهُ جلّ وعلا وجعل العملَ الصالحَ فيها أحبَّ إليه من العمل في سائر أيام العام، وتضاعف فيها الحسنات وتفتح فيها ابواب الرحمات وتقال فيها العثرات يغفر الله فيها للمستغفرين ويتوب على المؤمنين ويجيب فيها السائلين انها عشر ذي الحجة !
وقد نوّه اللهُ بشأن هذه العشر في كتابه الكريم فقال تعالى (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) قال ابن عباس وغيرُه هي عشرُ ذي الحجة. فأقسم الله بها لشرفها وفضلها وهي الأيام التي أتمها اللهُ لموسى كما في قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) وهي الأيام المعلومات التي قال الله فيها: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) في قولِ أكثرِ المفسرين.
وفيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ العشر) قالوا: ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قال: (ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلا رجلٌ خرج بنفسهِ ومالِه فلَمْ يرجعْ مِن ذلك بشيء) رواه البخاري.
قال رسول الله: «ما مِن أيامٍ أعظمُ عند اللهِ سبحانه ولا أحبُّ إليه العمل فيهنّ من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد» رواه أحمد.
فهي أفضلُ أيامِ العامِ عند الله على الإطلاق، فمن بلّغه ربه هذه العشر فليشكرْ نعمةَ الله عليه الاجتهاد فيها بما يطيقُ من أنواعِ الطاعاتِ والقربات.
وقد رغّب النبي أمتَهُ في العمل الصالح في هذه العشر فيندرجُ الصيامُ في تلك الأعمال الصالحة المحبوبة إلى الله جل وعز.
وآكدُ العشر بالصيام يومُ عرفة لغير الحاج، لقوله صلى الله عليه وسلم (أحتسِبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنةَ التي قبله، والسنةَ التي بعده) رواه مسلم.
ومن الأعمال الصالحة المستحبة في هذه العشر الاجتهاد في التكبير والتهليل والتحميد: لقوله تعالى {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}، ولـِمَا وردَ في حديث ابن عمر : (فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد).
والمستحبُّ الجهرُ بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم. وصفةُ التكبير أن يقول: “الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد” وغيرها.
ويبدأُ التكبيرُ من دخولِ العشر إلى آخرِ أيامِ التشريق.
ومن الأعمالِ الصالحةِ ؛ التقربُ إلى الله تعالى بذبح الهدي والأضاحي، أمّا الهديُ فهو من بهيمةِ الأنعام يُذبح ويعطى للفقراءِ
وأمّا الأضاحي فهي ما شرع اللهُ ذبحَهُ في يومِ النحرِ لعمومِ المسلمين. وجمهورُ أهل العلم على أن الأضحية مستحبةٌ وليست بواجبة.
وفي الختام
«لاَ إله إلاَّ اللَّه وحدَهُ لا شرِيكَ لهُ، اللَّه أَكْبَرُ كَبِيرًا، والحمْدُ للَّهِ كَثيرًا، وسُبْحانَ اللَّه ربِّ العالمِينَ، وَلاَ حوْل وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ العَزيز الحكيمِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وارْحمني، واهْدِني، وارْزُقْني»