آراء ومقالاتمجتمع
المستجدات

“العزلة الرقمية” تهدد الشباب العربي

بقلم د – طراد علي بن سرحان الرويس

تطالعنا مجتعماتنا العربية هذه الايام ظاهرة هروب الشباب من الواقع الحالي الي الواقع الافتراضي بل غالبية البشر حيث اصبح الواقع الافتراضي يسيطر علي الكثير والكثر منا حيث نجد الاهل والاصحاب والاصدقاء والزملاء بالعمل وحتى الناس في الشارع والمقاهي والمطاعم والنوادي وفي كافة الاماكن دائما منشغلون في عالمهم الافتراضي الخاص بهم حسب رؤية كل شخص وما يريده من ذلك الواقع الرقمي والذي يصل لدرجة الادمان في حياتنا اليومية .

وهذا الواقع الافتراضي يعتبر تقنية حاسوبية توفر بيئة ثلاثية الأبعاد تحيط بالمستخدم وتستجيب لأفعاله بطريقة طبيعية، وعادة ما يكون ذلك من خلال وسائل عرض مثبتة برأس المستخدم، كما تستخدم قفازات أحيانا لتتبع حركة اليدين من خلال خاصية اللمس. وتوفر أنظمة الواقع الافتراضي تجربة ثلاثية الأبعاد لأكثر من مشارك؛ ومع ذلك فهي محدودة القدرات في عملية التفاعل بين المشاركين. وتستخدم تقنية الواقع الافتراضي في العديد من المجالات. في المجال الطبي، تستند عملية إعادة تأهيل المرضى بتقنية الواقع الافتراضي “VR” إلى محاكاة العالم الحقيقي ليلائم تحقيق العديد من المتطلبات للتدخل الفاعل وتحقيق أعلى مستوى باستخدام وحدة تحكم ألعاب الفيديو، فضلاً عن جهاز الاستشعار الحركي

رغم تزايد المخاوف حول الشعور بالانطوائية بين الشباب في المجتمعات الحديثة، في ظل الانشغال بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية، إلا أن بعض الخبراء وجدوا أن العزلة التقنية، لا تزيد من شعور الشباب الأمريكي بالوحدة، مقارنة بآبائهم في سن المراهقة.

وعندما نتحدث عن الواقع الافتراضي، يفكر كثير منا في أفلام الخيال العلمي. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن هذه التكنولوجيا تمتزج في الوقت الحاضر مع حياتنا اليومية. وتهدف هذه التقنية إلى إنشاء بيئة محاكاة تفاعلية كأنها حقيقية يعيشها المستخدمون، وتتكون هذه البيئة الافتراضية من مجموعة من العناصر والمحتويات الرقمية، مثل الصور والأصوات والفيديوهات والنصوص، التي تنشئ تجربة غامرة للمستخدم. إن استخدامات الواقع الافتراضي في حياتنا اليومية عديدة، إضافة إلى اعتمادها ضمن مجالات الترفيه والسفر والتصميم الهندسي والتدريب العسكري، إذ تُستخدم، على سبيل المثال، في تدريب الطيارين والأطباء، وتحسين تجارب الواقع الافتراضي في ألعاب الفيديو الحالية.

ويذكر أن التكنولوجيا أصبحت تأخذ مكان التواصل الإنساني والتفاعل البشري، بسبب سهولة التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الأجهزة الإلكترونية. والواقع الافتراضي بيئة مُصممة حاسوبيا يتفاعل معها المستخدم، وهي مبنية باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة، مثل الرسومات الثلاثية الأبعاد والصوت المحيطي والتتبع الحركي، مما يسمح للمستخدم بالتفاعل مع العناصر الرقمية وتحريكها والتلاعب بها، الأمر الذي من شأنه خلق تجربة شاملة وواقعية. ويُنظر إلى هذه البيئة من خلال نظارة الرأس أو خوذة الواقع الافتراضي، إذ يتيح الواقع الافتراضي للأشخاص الانغماس في ألعاب الفيديو كأنهم ضمن الشخصيات داخل اللعبة، أو تعلم كيفية إجراء جراحة القلب، أو تحسين جودة التدريب الرياضي لتحقيق أقصى قدر من الأداء.

تُعد تقنية الواقع الافتراضي إحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحاول وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها اللحاق بركب هذه التطبيقات للحفاظ على استمراريتها بين الجمهور، وخاصة الصحافة التي تدمج تقنية الواقع الافتراضي في صورها وفيديوهاتها لجذب الانتباه لها كوسيلة تقليدية تراجعت نسبة قُرّائها، تهدف هذه الدراسة شبه التجريبية إلى قياس أثر استخدام تقنية الواقع الافتراضي في إدراك الجمهور للأخبار الإلكترونية، ويشمل الإدراك ثلاثة متغيرات: (جذب الانتباه، الاتجاه نحو التكنولوجيا، الفهم)، كما تهدف إلى رصد العلاقة بين قوة البصر وإدراك الأخبار الإلكترونية والسمات الديموجرافية، والخروج بمجموعة من المقترحات التي تساعد الصحف على توظيف الواقع الافتراضي لضمان إدراك الجمهور للأخبار، وقد استخدمت هذه الدراسة أداة التجربة والملاحظة معتمدة في ذلك على المنهج شبه التجريبي، وتناولت الدراسة الإطار النظري متمثلًا في نظرية البيئة الإعلامية وتمثيل المعلومات، وقد استنبطت الباحثة نموذجًا لتمثيل المعلومات داخل البيئة الإعلامية.

وجعلت منصات التواصل الاجتماعي  البعض في سباقٍ محموم. مبالغة وتكلّف في إظهار الماديات والترف بصورة مصطنعة، وحتى وإن كانت واقعية يكون التركيز عليها شديد، وكأننا نرى ذواتنا من خلال ما نملك من ماديات! فاليوم يتنافس الناس في هذا العالم على كمّ النقود التي يملكونها، والسفر، والمطاعم الباذخة، والسيارات الفاخرة، والمظاهر البراقة. وللأسف، نجح الكثير من هؤلاء -الذين يرون أنفسهم من خلال المادة- في جذب المشاهدات العالية، وأثّروا على المتابعين بصورة سلبية. 

سلبيات الواقع الافتراضي على صحتنا النفسية والعقلية : بشكل أكثر تفصيل، يمكن الحديث عن أبرز 6 سلبيات قد تؤثر على صحتنا النفسية والعقلية، وهي:  حمّى الحسد وعدم الرضا عن الحياة، فالعديد من الناس يحسدون مَن يعتقدون أن حياتهم مثالية، ويصبحون غير راضين عن حياتهم الواقعية.  والإدمان على متابعة تحديثات المنصات الاجتماعية، والانتقال المستمر بينها، وملاحقتها لنا ليل نهار.  وفقدان التواصل الحقيقي، والاكتفاء بالتواصل غير المباشر من خلف الشاشات، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على سعادتنا.  والتركيز على الصورة أكثر من الموقف، فأكثر من تريليون صورة تلتقط سنويًا حول العالم تظهر أن الناس يتسابقون للفوز بإعجاب جمهورهم، أكثر من الاستمتاع باللحظة أو الموقف.  والقلق والغيرة مما يراه الشخص عبر العالم الافتراضي، يزيد الانفعال ويقلل النوم، ويؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية.  وتشتت الانتباه بسبب الكم الهائل المتدفق من الصور والفيديوهات والمعلومات المهمة وغير المهمة. 

كيف نحدّ من التأثيرات السلبية على حياتنا؟ بداية وقبل كلّ شيء، جرّب أن تترك هاتفك لساعات دون استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وراقب تأثير ذلك على نفسك، حتى تعرف نسبة إدمانك أو تعلّقك بها. إذا استطعت الانشغال بشيءٍ آخر، فأنت تسير على الطريق الجيد، ولا تعاني من الإدمان. إما إذا شعرتَ بالتوتر أو عدم الراحة أو غيرها من المشاعر السلبية، من المهم أن تطلب الدعم. فوراء كل حالة إدمان أو تعلّق سلبي أسباب كامنة في عقولنا، نعبّر عنها بطرق معينة. قد يساعدك الحديث مع مختص نفسي في الحد من هذا التعلّق وعودة الرضا عن حياتك كما هي، دون فلاتر أو زيف!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى